زي ما هتدخل زي ما هتطلع ..
لو مش فاضي شوف حاجة افيد تقراها
------------------------------------------
Powered By Blogger

الأربعاء، 26 أبريل 2017

Paradox

"Paradox واللطف فيه"
--
ترجمتها الحرفية: مفارقة..
يعني معطيات منطقية بتديك نتائج مش منطقية .. او العكس .. وساعات كتير بعد تدقيق وتحليل بيظهر ان الامور كلها منطقية.
--
اصلها بقى (يوناني) ومعناه:
Para :  يعني جانبي او ملازم او يخص
Doxa :الايمان
--
يعني في الاغلب اما بنوصف شئ معين انه (para-حاجة)  يعني انه مرتبط بالحاجة دي بشكل غير مباشر .. زي paramedical - paralegal.. وكدة
--
وبكدة نقدر نترجم Paradox انها وصف لحاجات نؤمن بمعطياتها ايمان كامل .. لكن مش بنؤمن بسهولة بنتايج المعطيات دي .. لانها بتظهر لنا في صورة نتايج غير منطقية .. ولذلك مانقدرش نقول عليها ايمان كامل او (يقين) بالنتائج دي .. لكن برده ساعات بعد تدقيق بيظهر ان النتايج دي صحيحة برده ومنطقية .. وساعات بتفضل المعطيات والنتايج في دايرة الـ Paradox ومن غير تفسير واضح!
--
اكبر Paradox موجود في حياتنا هو (فكرة القضاء والقدر) .. فكرة انك تؤمن بالقدر خير وشره .. وان دا ركن اساسي من اركان (الايمان) .. رغم كل حاجة .. والاهم انك تؤمن ان القدر فيه خير .. وفيه شر عادي .. ايمانك بالقدر خيره وشره.. او زي ما بيقولوا state the obvious .. وتعترف انه كذا وكذا  خير وكذا وكذا وكذا شر .. بصراحة ووضوح .. (في مقياسك الشخصي وفي الوقت الحالي) .. وتؤمن ان دا قدر الله .. لا وقضاءه كمان ..
--
وضع امور القضاء والقدر في اماكنها الصحيحة هيخليك تطلع برة دواير كتير نقدر نقول عليها infinite loops .. داوير مغلقة .. من اشهر الدواير دي .. التبرير .. سواء على المستوى الشخصي (انك ليك ايد في اللي حصل ولا لاء) ودايرة التفسير او باعتبار ان الموضوع ليه حكمة آلهية  .. ودايرة الجزاء .. هل اللي حصلي دا عشان ذنب عملته .. والعكس .. هل دايما كل حاجة بتحصلي كويسة عشان خير عملته .. ؟! طب هل عمل الخير دايما هيرفع حاجة وحشة حصلت؟!
--
الدواير دي كلها بتخلي الواحد يحيد عن التعامل الاساسي مع فكرة القضاء والقدر .. وهي (قل كلٌ من عند الله) .. ببساطة .. كل شئ حصل وبيحصل وهيحصل من تقدير الله .. وانت مطالب بالتعامل مع قدر الله لك .. تعامل يليق بايمانك الكامل ان انت دايما في دار امتحان .. سؤال ورا سؤال وبتجاوب عليه .. وعشان تعرف تجاوب .. لازم تعرف السؤال الاول كويس جدا .. وتبدأ تاخد رد فعل .. دينويا انك تاخد بالاسباب وتعمل كل اللي عليك .. ودينيا بالدعاء.. الدعاء بالمناسبة ليه تأثير كبير جدا في الشق الدينوي .. لو انت يوميا او بشكل منتظم على الاقل بتدعي بحاجة هي automatically هتتثبت انها من اولوياتك (لو حاجة لسة هتحصل) او هتفضل دايما تاخدلها رد فعل لو حاجة حصلت بالفعل (مش هتتناسى او تتكاسل).
--
احاديث الدعاء والقدر هي احاديث عظيمة وبتوضح ازاي تعامل الدعاء مع فكرة القضاء والقدر خيره وشره.. ومش بس حديث "لا يَرُدُّ القَدَرَ إلا الدعاء" ..  لانه موجود في رواية تانية "لا يرد القضاء إلا الدعاء" وكمان حديث "والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وإن البلاء لَيَنْزل؛ فيتلقاه الدعاء فيعتَلِجَان إلى يوم القيامة" .. فكرة ان الدعاء بيتعامل مع اللي ممكن يحصل مقبولة منطقيا .. لكن وكمان مع اللي حصل وبقى قضاء ؟! دا حقيقي .. ومش شرط يرفع البلاء حرفيا .. ومش شرط برده بالدعاء يحول الموضوع (تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم)  .. جايز يتغير عندك انت اصلا مفهوم الخير والشر .. جايز الموضوع على ما هو عليه (شر) بيحط خطوة اساسية في طريقك .. حتى لو المقدر ليك خير لازم يكون فيه دعاء عشان يحط قضاء الله فيك في مساره اللي بتتمناه وهنا نفتكر حديث زي "وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً" .. حقيقة الدعاء بيتعامل بطريقة اعجازية مع فكرة القضاء خيره وشره والقدر خيره وشره .. بس المهم تدعي .. والدعاء هيفكرك دايما انك تاخد بالاسباب .. ومش هتعرف تدعي الا ما تكون واضح وصريح مع فهمك للقدر خيره وشره وتكون عارف انت عايز اية كويس "لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، فليعزم المسألة، وليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا مكره له" حديث صحيح.. اما مبدأ (لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه) فهو مرفوض تماما .. وبالمناسبة هو لا دعاء ولا حديث ولا معترف بيه اصلا .. لانه بيرسخ لفكرة الخنوع وخلاص اللي حصل حصل وجيب العواقب سليمة والجو دا .. وافتكر "فليعزم المسألة"!!
--
ورغم كدة كتير احيانا حاجات بتحصل هتفضل برده Paradox بالنسبة لنا  ومش مفهومة وبنقف حتى عاجزين عن التعامل مع الموقف وهتبقى ابد الدهر في علم الغيب .. عشان كدة وجب الايمان بالقدر كونه (من عند الله) وفقط ..وركن اساسي من اركان الايمان (والاركان الستة كلها حاجات غيبية) ..  حديث جميل اختم بيه :
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ ، وَأَسْأَلُكَ العَزِيمَة علىَ الرُّشْدِ ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا ، وَقَلْبًا سَلِيمًا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ"
--
آمين..