زي ما هتدخل زي ما هتطلع ..
لو مش فاضي شوف حاجة افيد تقراها
------------------------------------------
Powered By Blogger

السبت، 3 ديسمبر 2011

يوما ما

سأكتب مقالي اليوم ليلخص كل شئ ..
سأنجح .. يوما ما ساتحقق من هذه التدوينة لاقراها بفخر .. وانا اعلم ان هذا اليوم
سيأتي بمشيئة الله تعالي .. لا شئ يقف امام ارادة وعزيمة وتوكل .. فقط بعض الخطوات
وستبدا كرة الثلج في التكون .. وبعدها دعها تسير .. لا اخاف على مصر او من سيحكمها
.. ايا كان .. لنا رب يحمينا .. الكثير من القوالب علي تعديلها .. والكثير من
الصناديق علي البحث على مخارج منها .. يوما ما .. سأعيش حلمي واقعا .. يوما ما ..
سيصبح كل شئ على ما يرام .. حسنا .. بقى لي الان شيئان في غاية الاهمية .. اولاهما
اقناع كل من قرا هذه الاسطر اني لست مختل عقليا اما الاخر .. اني اعدي السنة دي
صافي وانجح بقى .. يارب !!

الخميس، 22 سبتمبر 2011

شريحــة !!

قد يتبادر إلى ذهنك العديد من الاحتمالات عندما تقرأ عنوان هذا المقال ، فكلنا نذكر تلك الكلمة منذ ايام الرسوم المتحركة والتي يستمتع فيها دائما ابطال المسلسل في نهايته بتناول "شريحة" اللحم المقدد .. ولا ادري حقا لما لم نجرب قط ان نسأل ما معنى المقدد !! قد يتبادر الى ذهن البعض انه مقال سياسي يواكب الموجة التي تمر بها البلد الان ، فقد اتكلم عن شريحة من شرائح الشعب المهضومة او المعدومة او الموكوسة .. اهي كلها شرايح وخلاص ! احتمال اخر قد يرد على اصحابنا ساكني الشوارع ان يدور هذا المقال على بطولات الاسطورة "فتحي شريحة" الذي تلاعب بالحي كله واسمه على كل لسان .. لكن يبقى سؤال هام .. هو انت عرفت منين "فتحي شريحة" ؟؟

هنا يبقى احتمال اخير وهو ذاك الذي توارد الى ذهنك في بداية المقال ولكنك سرعان ما انكرته بداعي "هل من المعقول ان يكتب احدا مقال عن شريحة؟" لكن لما لا ! نعم انا اعني تلك الشريحة SIM التي نعرفها نحن جميعا ولا استغناء عنها تقريبا في حياتنا اليومية .. نعم عزيزي القارئ ما سأكتبه الان يدور عن شئ يباع الان على الارصفة بمبلغ وصل الى جنيها واحدا ، لكن لا تنسى ان تلك القطعة البلاستيكية الممغنطة التي لا يتعدى حجمها حجم الظفر قد يسبب تعطلها كارثة حقيقة لاحد ما .. وقد تكون دليلا مهما في جريمة جنائية معينة .

لربما حصلت عليها عن طريق نجاحك في الثانوية العامة .. حينما لم يكلفك الامر حينها غير صورة من البطاقة او شهادة الثانوية فحسب ، او لربما حصلت عليها كخط مفتوح للاستخدام الرسمي في العمل .. ويتركونك لضميرك اذا استخدمتها بعد منتصف الليل تناقش كل ما حصل في العالم مع احدهم او بمعنى اصح .. مع احداهن !! لا يهم كيفية حصولك عليها بقدر اهميتها عندك بعد شهور من الاستخدام .. لا تعلم حقا ما السحر الذي تلقيه او ما هذا الذي تفعله بذلك الجهاز الصغير (الموبايل) ليجعلك تدرك مشارق الارض ومغاربها بضغطة زر واحدة !! فهي تحفظ بداخلها عدد لا بأس به من الاسماء والارقام بالاضافة الى انها تتعامل كعقل اليكتروني مصغر لارسال واستقبال البيانات أيا كان نوعها ، ترسل كم كانت مدة مكالمتك تلك وتخصم من رصيدك وتبلغك بما تبقى منه .. تترجم تلك الرسالة النصية لتوصلها بعناية الى احد اقربائك في امريكا في ثواني .. وحاليا وفي الجيل الثالث منها اصبحنا نراها ترسل وتستقبل كل اشكال البيانات والاتصالات المرئية ، كما انها تفتح عالم الانترنت لك بدون حدود بسرعة خيالية اعتقد انه سيصيبني خلل ما في وظائفي الدماغية اذا شاهدت معدل السرعة عند احد مستخدميها !!

هذا يذكرك بشئ عجيب حقا عندما كنا نطالع مسلسل "الباور رينجرز" ويصيبنا الغيثان عن تلك الشريحة التي يجب ان يحصلوا عليها ولا فان العالم كله سيتدمر بالكامل من جراء خطة تمت حياكتها بدقة بالغة بحيث لا يدعون مجالا للخطأ سوى تسرب تلك الشريحة الى احدهم !! لا ادري لكن دائما ما يتمثل الشر في انه يرغب بتدمير الكرة الارضية لسبب لا اعلمه وليترك في ذهني سؤال ملحا .. اذا تدمرت الكرة الارضية فأين سيذهب هذا العبقري الخطير صاحب الخطة ليعيش .. المريخ مثلا !! قصة تكررت في الافلام الامريكية ولا تزال تتكرر الى يومنا هذا والعجيب انه لم يتطرق اليها أي فيلم مصري قط .. الا اذا اعتبرنا فيلم شارع الهرم ذا الدخل الرهيب والغير متوقع يناقش تلك المشكلة باسلوب غير مباشر .. اصل دا "فن هادف" بعيد عنك .. او ان شئت فقل "فن هادم" !

حسنا لندع ذلك الفاصل السينمائي جانبا ونعود الي حديثنا عن تلك الشريحة .. وهي التي تصبح لا شئ بمجرد كسرها او حتى مجرد ثنيها .. او أي محاولة لكشط الجزء الذهبي منها سيجعلها قطعة بلاستيكية لا تتجاوز اهميتها حجمها !! وترى رسالة على موبايلك قائلة لك .. "من فضلك ادخل البطاقة" على صغرها .. رقتها .. وتعقيدها .. الى انها قد تأخذك الى عالم اخر من التفكر .. كم من الاشياء الصغيرة جدا في حياتنا قد يؤدي اختفاؤها الى كارثة حقيقية !!

ابتدءاً من اصبع الابهام الذي بفقدانه تفقد يدك ما يقارب الـ60 % من اهميتها ومرورا بكل شئ في جسدك .. عينيك .. لسانك .. عقلك .. انتهاء الى قلبك .. تلك المضغة التي اذا صلحت !! "اذا صلحت" دليل على انها عرضة دائما لمحاولة الخراب او الكسر او تعريضها لكشوط سوداء من تلك التي نعرفها جميعا وهي كافية لتحويله الى "حجر" غير صالح للاستخدام !! .. هناك العديد من الاشياء الصغيرة التي قد تمتلكها ولا تحس بها .. او ولدت بها .. او لم تواجه معاناة في الحصول عليها ولا حتى صورة من شهادة الثانوية !! لكن تلك الاشياء بدونها قد تقع حياتنا ويصبح من الصعب عودتها الى مكانها الطبيعي .. لكننا للاسف لن نحس بهذا الاشياء الا اذا فقدناها .. حينها تنظر حائرا الى تلك الشاشة الصغيرة لترى رسالة تقول " من فضلك ادخل البطاقة" !

الأحد، 21 أغسطس 2011

ثورة إية ؟



"على فكرة بقى .. انا ضدك" هكذا قالها والسعادة تملأ وجهه ، " انا ضدك وضد الثورة كمان.. ثورة اية يا عم " وجلس يكمل كوب الشاي الذي امامه والذي قد شرب منه للخامسة والعشرين او السادسة والعشرين على الارجح ولم تنقص منه قطرة واحدة .. بل لربما زاد قليلا ، كان هذا في كافتيريا القطار حيث المأوي المفضل للركاب الذي لا يملكون تذاكر حجز مسبقة والذي نطلق عليهم نحن المصريين "المطوقين" ، لم يتسني لي الوقت يومها لاحجز تذكرة لي ، وهكذا حال اغلب من يقف بجواري لكن هذا الشخص على الارجح انه يهوى الركوب بدون تذكر والتظاهر بطلب "كوباية شاي متينة" في عربة الكافتريا ويجلس ليشرب فيها قرابة الخمس ساعات او اكثر لربما حتى يتحول الشاي الى "صودا" بدون أي غازات او الى ان يمل صاحب الكافتريا منه وينظر اليه قائلا " مش ناوي تهوينا ولا اية .. خلينا نشوف اكل عيشنا" !! هو من الاقصر .. تلك البلد السياحية البحتة والتي يظن صاحبنا هذا انها تحولت الى مدينة مهجورة بعد "الثورة المزعومة" ، دائما هذا النوع من الناس غريبو الاطوار وخصوصا الذي يملكون نفس الفكرة عن الثورة يبدأون كلامهم بـ" بص انا معاك .. ومع كل مطالب 25 يناير والناس دي شباب زي الورد ..و .. و الخ " هل يلقنونهم هذا الكلام اما ماذا .. ؟ لربما دربهم شخص ما في صربيا كحركة 6 ابريل ليقولوا تلك الاسطمبة المحفوظة ! او لربما تلك تعليمات جاءتهم من الـ"فريدوم هاوس" مع شيك بمبلغ 50 الف دولار والعديد من وجبات الكنتاكي ! أيا كان السبب فهو الكلام نفسه يكررونه في كل مرة على اية حال ..  وبدأ يسرد كيف ان الاقصر تلك المدينة الجميلة الرائعة تحولت الى خرابة مهجورة لا سياح بها وكيف ان المقاهي الفارهة تخسر كل يوم قرابة المليون جنية تقريبا ، هذا عوضا على عم "مكرم" المرشد السياحي الذي اصبح الان عاطلا يكتفي بـ"هش الدبان" من امام عتبة بيته وهو يلقي نظرات متحسرة على الشوارع الفارغة تماما من الناس ! وبعد كل جملة يقولها يلحق قولته تلك التي سئمت منها "قولي بقى عملتلنا اية الثورة ؟ مش انتو كنتو عايزين ديموقراطية .. الديموقراطية هي انك ترد عليا بقى وتقولي عملت اية ؟" دعك من ان مفهوم الديموقراطية لديه خاطئ تماما ..لكن فكرته تلك موجودة لدى الكثير من الناس والذين لا يرون أي فائدة ملموسة للثورة الى الان .. بل ويرون انها عادت علينا بالضرر .

عم "علي" بتاع الفول  وعم "عمران" بتاع العرقسوس وكل هذه الطبقة البسيطة لم تحس بوجود الثورة بعد ، قد يكون أغلبهم لم يشاركوا فيها لكن حقهم ان يستفيدوا منها ، فمن المفترض انها ثورة شعب باكمله وتعود عليهم جميعا بالخير ، هم لا يعلمون ما هي المبادئ الدستورية ولا الفرق بين الانتخابات البرلمانية او تلك الرئاسية ، قد يكون مفهوم الثورة عندهم هو ذلك الشئ الذي يحدث فيجعل كيلو اللحمة ابو 60 يبقى بـ30 جنيه ! او المعاش بتاع كل شهر يبقى 350 بدلا من 300 جنيه ! تلك اقصى امانيهم لربما .. لكنهم يفاجئون بان الاسعار ما زالت ترتفع ! ويخرج ليمارس عمله تحت جو لا بأس بيه من صوت طلقات الرصاص والعديد من المدرعات التابعة للجيش ! وقد لا يفوت على نفسه فرصة ان يلتقط صورة بجوار تلك الالات الغريبة ليريها لام العيال ! قد يتغاضى عم "علي" على ان ابنه قبل الثورة له مستقبل موحد ومعروف وهو ان يتخرج من الثانوية الصناعية ومن ثم يعمل لدى احدي تلك المحلات كصبي بيومية تساوي 30 جنيها يشتري بنصفها بعض انواع السجائر الردئية ويرجع الي بيته مقنعا والده انه يوميته لا تتعدي الـ15 جنيها ، ولن يفكر ايضا انه اذا تحسن مستوى التعليم فلسوف يجد ابنه فرصة لدخول الثانوية العامة او على الاقل يستفيد من ثانويته الصناعية تلك ويمارس عمله كمهني له مكانته اوموظف او حتى صاحب مشروع خاص يأتيه بدخل شبه ثابت يوميا ، لن يصدق عم "علي" هذا الكلام فهو ما زال يشتري اللحمة بسعر يتخطى الـ60 جنيها !!

الكثير يرون ان اعمال البلطجة قد ملأت كل اركان البلاد متغاضين عن ان اولائك البلطجية هم نتاج طبيعي للتربية الأصيلة للنظام السابق الذي كان يعتمد عليهم كثيرا في العديد من الاعمال الغير قانونية ، كل ما يعرفونه انه الشرطة كانت تحميهم وينسون ان تلك الشرطة هي التي سمحت بكل هذا في بداية الامر .. وهي ايضا من كانت قبل الثورة قد اهدت لنا دم "خالد سعيد" و"سيد بلال" والعديد من ضحايا التعذيب .. لا بأس ان تجر الى مقرات امن الدولة في "نصاص الليالي" وان يلقي القبض على العديد من زملائك بتهم ملفقة وتسوء سمعتهم مقابل ان تتم حمايتك من البلطجية او بمعني اصح "مايسلطوش البلطجية عليك " !!

الكثير من المظاهرات والوقفات والمطالب الفئوية .. هذا طبيعي ! فنحن لا نملك اية ثقافة عن كيفية المطالبة بحقوقنا وكل ما رأيناه ان حقنا قد اخذناه بالقوة وبالهتافات المدوية في ميداين مصر باكملها .. وليس لدينا ثقافة المطالبة بالحقوق عن طريق القنوات الشرعية لأنه ببساطة لا يوجد أي ثقة في تلك القنوات ! انعدام نهائي للثقة كان ايضا نتيجة ما تعودنا عليه في خلال 30 عاما .. فكل مطالبنا قبل ذلك كان مسيرها "ورقة .. في درج .. في مكتب .. وكل سنة وانت طيب.. ويبقى عدي علينا بكرة " .

البورصة تخسر كثيرا .. اليس كذلك ؟ هل قرأت الارقام الرهيبة التي يمتلكها أولائك الذي كانوا يوما اسياد البلد !! لابد وان جمع تلك الاموال كان يهوي بنا لخسارات اكثر من تلك التي تشهدها البورصة في يومنا هذا .. هذا عوضا عن المصير المجهول الذي كان يأوي اليه دخل قناة السويس ! وبعد العديد من الجدال الذي لا احبه ولكنني دائما اجد نفسي غير قادرا على السكوت أمامه مضيت اشرح له كيف ان الثورة لها ميزات عديدة وان لم تكن حالية فمعظمها مستقبلية او على الامد البعيد .. هل رأيت مبارك وهو في قفص الاتهام ؟ هل أحسست بكرامتك الان ولم يعد للخوف عندك مكان ؟ هل رايت الروح الوطنية الحقيقية بين طوائف الشعب اثناء الثورة .. دعك مما حصل بعدها من هدم لكنيسة او جمعة للسلفيين لكن ارجوك انظر للكوب الممتلئ ولو لمرة واحدة فقط .. الم تشاهد اعلان كوكاكولا قط ! الا تس بحرية الصحافة وحرية الاعلام .. اظن ان حرية الاعلام عندنا بلغت ذروتها بعد اعلان "قطونيل" والذي يجعلني اعيد التفكير جديا في تقييد حرية الاعلام قليلا .. فقد طالبت بحرية ولم اكن اعلم ان هذا يتضمن شوية ولاد -لا مؤاخذة- يتمايلون في حركات مستفزة تجعلك تريد ان تضرب كل منهم على حدة على طريقة "مسيو رمضان" !! او تلبس كل احد منهم ذلك الشئ على رأسه على غرار الرجل المقنع !! الم يكن كافيا ان نري ذلك الشئ معلقا على حبل الغسيل كما في اخر الاعلان او يتم التركيز حتى على الشراب بدلا منه !

لم يقتنع صديقنا هذا ايضا بعد كل ما قلته .. وظل مصرا على ان مصر لم تتغير بعد الثورة بل ساءت احوالها .. لم يتغير شئ بل اصبحنا نفطر في رمضان الساعة السادسة والنصف بعد ان كنا نفطر الساعة الخامسة وما زال مسلسل احمد مكي خمسة عشر حلقة كما هو !! واصبح  يخرج علينا من يقنعنا بان "وائل غنيم" عميل وبالدليل مثل احمد سبايدر .. او من يقنعنا ان اريد كلمة يهودية وبيبسي راعية الثورة المصرية مثل عمرو مصطفى وكثير من ذلك الكلام الغريب والذي يبدو فيه انه متأثرا جدا بكتابات القذافي .. ربنا ياخدهم هما الاتنين مع بعض في يوم واحد !

هنا قررت ان ابتعد عنهم لربما يصادفني الحظ بكرسي فارغ يأويني او على الاقل يمنعني من ان القي بنفسي من احد الابواب !! .. ها قد وجدت مكانا .. ولكن للاسف !! جاري وصل معي لنفس نقطة الحوار " انا ضدك على فكرة " ومن ثم ذلك الرغي الكثير عن كيلو اللحمة الذي يتعدى الـ60 جنيها وعن والبورصة والبلطجية !! سألته "كم تقضى وقتا في شرب كوبا من الشاي ؟" فاجابني "نعم !!" رددت قائلا " لا .. لا تقلق .. لكن هل لي بسؤال أخر .. هل تعرف احمد سبايدر ؟؟ "

الجمعة، 12 أغسطس 2011

تكاتك ورجالة وكلام كتير كدة




مكبلا بالاكياس البلاستيكية .. لا اري موضع قدمي منها .. والمشوار طويل حتى بيتنا .. وفجأة ياتيك طوق النجاة يمشي ويتراقص امام عينيك .. صغير حجمه .. لكنه تم تعديله لكي يصدر صوتا يصم الاذان من تلك السماعات الـ"بيز" العالية .. لونه الاسود مع مقدمة صفراء .. عجلاته الثلاثة .. انه التكتك ، لم يعد يساوي الجنيه الواحد شيئا الان .. ولذلك لن يكن ثمة مشكلة مع اعطاء ذلك السائق المسكين صاحب التكتك هذا الجنيه .. فقد ولت ايام ما كان "الجنيه جبس" وقررت ان استغني عنه مقابل ان يخرجني من تلك الفوضى و أصل مرتاح البال الى البيت ومعي ايضا كل تلك الاكياس التي لم اعد اذكر ما فيها ، هي فقط مملوءة حتى انها تكاد ان تنفجر .. وتكاد يدي ان تنفصل عن مكانها .  

صاحب التكتك من ذلك النوع الذي يدعونه "شعبي" وهكذا عادة هم اصحاب تلك الالات الغريبة ذات الثلاث عجلات ، طبعا باستثناء ذلك السائق الذي ركبت معه ذات مرة فاخبرني انه كان يعمل في البنك بمرتب يفوق الـ5 الاف جنيه .. ولكن جاءه عرض مغري من تلك البلاد التي يدعوها "بلاد الحجاز" مما دعاه من تقديم استقالته والطيران الي هناك فورا وفي مخيلته انه سوف يعود بجوالين من الاموال بالاضافة الى قدر لا بأس به من الغسالات والثلاجات واجهزة الكومبيوتر المحمولة واطنان من تلك الموبايلات الحديثة التي تعمل بالـ"ططش" .. هذا عوضا على سيارة مرسيدس موديل 2011 .. !! على اعتقاد منه مثله كمثل سائر المصريين ان موديل "مرسيدس" هو افخم انواع السيارات على الاطلاق .. وقد لا يكون قد سمع عن تلك "الكاديلاك" التي قد يصل ثمنها الى اربعة اضعاف سيارة مرسيدس واحدة .. !!

ذهب ذلك المحاسب المصري الذي قدم استقالته آنفا ليجد انه قد القى بنفسه الى عالم من الذل والمهانة اقسى من تلك التي يفرضها عليه امن الدولة في بلده .. عادة امن الدولة لا يناديك بـ"يا مصري" معتبرا انها شتيمة في حقك .. لكنهم هناك في تلك البلاد يعتبرون ان اهانتك بهذا الكلمة اكثر ارضاء لهم عن سبك بالام او بالاب لربما .. حقا ما يقولون عليها  "اطهر ارض وانجس شعب" !! .. وهكذا عاد خلال شهور خالي الوفاض بدون اموال وقرر ان يعمل على تلك الالة ليجد قوت يومه ليس الا .. قد تصدقه او لا .. او قد يكون كمثله من المصريين الذين طار برجين من أدمغتهم .. ولكن في عصر "مبارك" قد تكون تلك القصة تافهة جدا اذا ما قورنت بالالاف من القصص المشابهة .. الحمد لله انه عصر قد ولى بدون رجعة .. او هكذا نأمل !!

نعود لسائقنا الحالي "الشعبي" هذا .. ليس صعبا التعرف عليهم ..تجد في لبسهم الذين يشترونه على الاعياد فقط محاولة لتقليد ملابس الـ"هاي كلاس" ولكن الفرق هو ان تلك الفئة يشترون ملابسهم من "سيتي ستارز" او "نايك" .. وليس من "التوحيد والنور" او "عم منتصر" الذي يتخذ الرصيف معرضا رائعا لمنتجاته مع تخفيض هائل في السعر لاصحاب الحتة ، شعره الذي لعب به "حلاق الرومانسية" واوصاه بعدها بذلك الكريم الذي يقدر ثمنه بـ"خمس جنيهات" ، لكنه استغلي سعره فاستبدله بالـصابون من تلقاء نفسه .. وهو ممتاز ايضا ويضع لمعة لا بأس بها على شعرك .. لكن عليك تحمل مصاريف الضرر الذي قد يلحق بفروة رأسك او ذلك البياض الذي قد يصيب شعرك مبكرا .. هو يعلم كل هذا لكن لا شئ منها يهمه على الاطلاق .

ما ان تحركنا قليلا حتى قابلنا المدعو "حمو" !! ومن ثم قليل من الاحضان، في الحقيقة كانت الاحضان والسلامات قليلة جدا لكنهم قضيا وقتا لا بأس به يتحدثان مع بعضهما البعض .. مع دوام امساك كل منهما بيد الاخر .. وفي النهاية شدد كل منها على كتف الاخر مع قوله " عايز فلوس انا معايا والله لو عايز قولي وانا عنيا ليك " " يا عم ربنا يخليك .. انتا اللي عايز فلوس .. انا عارف انتا داخل على موال كبير واكيد عايز حاجة .. لو عايز قولي ما تتكسفش .. احنا اخوات برده " "من غير ما تقول يا ابو عمو .. وانا هتكسف منك برده " .. انا واثق ان مجموع ما يملك الاثنان من المال بالاضافة الى "تحويشة العمر" الخاصة بكل منها قد لا تساوي مرتب شهر واحد فقط من أولائك المسؤولين الحكوميين .. هكذا هي مصر .. ثلاث طبقات .. طبقة عالية جدا .. طبقة معدمة جدا .. وطبقة معدمة ايضا لكن "عاملة عبيطة " ..

ركب مرة اخرى الى التكتك ولم يتحرك قليلا حتى توقف مرة اخري .. ماذا هذه المرة ؟؟ لا تعطل كثيرا تلك الالة .. وليس لانها يابانية الصنع بالطبع .. ولكن لانها تمشي وسط ذلك الكم الهائل من المطبات بدون ان تتساقط اجزائها وتتناثر على اطراف الطريق ..! لكن هذه المرة كان السبب "ابو نسمة" ما ان رآه السائق حتى قال له " اتفضل يا ابو نسمة اوصلك " .. اوصلك !! هل هذه عزومة مراكبية .. ام انه جاد فيما يقول .. !! لربما قد نسى ان زبونا ما معه وهو انا ! .. او انه قد هيئ له ان تلك الكنبة الخلفية هي مثل التي نراها في اعلان "شيفرولية افيو" وتتحمل "اورطة العيال" الذين خرجوا من السيارة ولا ادري كيف فعلوا !! رحت اتنحنح لعله يتذكرني .. فنظرية انه قد نساني هي اقرب من نظرية الـ"شيفرولية افيو" هذا الا اذا كان "ابو نسمة" سوف يتجه الى السائق بعد ان يوصله ويأخذه بالاحضان وهو يردد " أي اف يو .. أي أف يو " ! لكن صاحبنا هذا لم يكن يعزم عزومة مراكبية وكان جادا في كلامه ..!! هل صرت شفافا اذا .. ام انه يعتقد حقا في نظرية الافيو .. حسنا ليكن !! سيتحمل هو عواقب ما يقول .. لكن ذلك المقعد الصغير لي وحدي وهو بالكاد يكفيني انا واكياسي ! ها قد جاء ابو نسمة ومع ابنته نسمة .. ودخلا ليجلسا بجواري .. هم لا يمزحون اذا !

حسنا ماذا علي ان افعل الان .. ؟؟ قال السائق " معلش يا بيه .. لو مدايق بلاش " .. ذلك الاحراج الذي يوقعك فيه مضطرا ويكأنه يقول لك "هيركبوا معاك .. خلاص ؟" ابتسمت له وافسحت المكان و أخذت كومة الاكياس تلك ووضعتها على حجري .. بدا لي ذلك افضل من ان اضع "نسمة" او "والدها" على حجري فالمكان لن يتسع لثلاثتنا على اية حال .. !! كان كلامهما مسل حقا .. ومن الواضح ان "ابو نسمة" هو جار السائق .. كما بدا لي أنه يعز السائق كثيرا كما يعزه السائق ايضا .. وهذا يؤيد نظرية "الافيو" بالمناسبة ، تكلما كثيرا عن حال عائلة كل منهما ، وعن والدته التي اخذت المعاش من "البوسطة" وخالته التي تضرب ابنها كل يوم ف الشارع وكم يتسلى ابو نسمة حقا بالمشهد .. ليس بمشهد ضرب الابن بالطبع .. بل بمشهد خالته التي تهرول في الشارع حافية الرجلين .. لربما كان يهيم بها حبا يوما ما .. وهنا سأل "ابو نسمة" السؤال الذي لم اتوقعه .. "ها امتا فرحك يا ابو حميد .." "بعد العيد علينا وعليك بخير .. العيد الصغير دا " " الف الف مبرووك .. وهتسكن معانا ولا في شقة برة " " لا والله اشتريت شقة بحري كدة وهسكن فيها" !! من .. ماذا .. متى وكيف .. !! ابو حميد الذي لم توحي هيئته بأنه لم يتجاوز الـخامسة والعشرين من عمره سيتزوج .. وبعد العيد الصغير .. ويمتلك شقة ايضا !!

هذا غريب حقا .. اعلم الكثير من البيوت المفتوحة على التكاتك .. ولكن لم اعلم انه هناك بيوتا تفتح بسبها ايضا .. !! ذلك الشاب البسيط الـ"شعبي" كون نفسه بنفسه في عمر وجيز جدا .. اشترى شقة .. واكلمها بالكامل .. وها هو ذا يستعد ليتزوج بعد العيد .. ! قد تقول ان دربا من الهبل قد تسلط الى عقلي وانا اكتب هذا .. ولكن رايت فيه نموذج شابا مثاليا لسبب لا اعلمه الى الان .. هذا هو ما يدعونه "ابن بلد" و "راجل" .. فتعريف الرجولة عندهم ليس شرب البيريل كما نعتقد نحن .. !!

يعرف هذا وذاك .. ومستعد ان يقدم ماله لاحد اصحابه – "حمو" الذي ذكرناه قبل قليل .. تذكر انه هو من بدأ بعرض المساعدة اولا !!- ويعمل على تكتك ومع هذا ابتسامته لا تفارق وجهه .. خفيف الدم .. ومستعد ان يضحي باحد زبائنه مقابل ان يوصل "ابو نسمة" .. اذا فهو يعرف حق الجار جيدا .. لديه اسرة لا بأس بها .. ويهتم بمظهره العام مع المحافظة على طرازه الشعبي .. ومع خالة تهرول وراء ابنها في الشارع !! انه رجل مثالي حقا ..!! كيف اعتمد على نفسه والقى بالعديد من العقبات وراء ظهره .. حافظ على مبادئه .. مع اني اعتقدت وللوهلة الاولى انه من النوع الذي سوف يصم اذني بالاغنية الشعبية " اصحي وصحيني .. وتعالي واديني " ولربما ترك المقود ليلف يده حول الاخرى .. ويؤدي تلك الرقصة الشعبية المشهورة .. لكنني فوجئت برجل على قدر من المسؤولية التي تمكنه من امساك زمام بيت بالكامل خلال اسابيع .

ابو حميد وامثاله الذين يمثلون نسبة كبيرة جدا من الشعب المصري هي طبقة باكملها مهملة تماما .. كيف ننسى دورهم في الثورة ودورهم في اللجان الشعبية ودورهم كطبقة عاملة واسعة النطاق تخدم جميع انحاء مصر هذا عوضا على دورهم في الزيادة السكانية الرهيبة بالطبع .. !! لا بد انهم شكلوا اغلبية كاسحة من الاعداد التي خرجت في المظاهرات .. لكن كانت احلامهم يسيرة جدا .. لم يكونوا يرمون الى منصب برلماني او رئاسة او دستور .. هم فقط احسوا بالظلم وتذكروا كل الظروف التي اجبروا للعيش تحتها .. تلك الظروف التي طالتهم وطالت اقرب واحب الناس اليهم بالطبع .. فخرجوا يثورون عليها !! وهم ايضا يمثلون الاغلبية في عداد الشهداء .. ولكن للاسف لم ولن ينالوا قدر من الاهتمام الاعلامي لهم .. فلم توضع صورهم في صفحة "الورد اللي فتح في جنانين مصر" او لم تنتشر صورهم في جميع صفحات الفيس بوك .. طبقة باكلمها لو تم استغلالها وتوظيفها توظيفا صحيحا لربما راينا تغيرا جذريا في بلدنا !! اليس هذا افضل من ان يظل يعمل على تكتك معتقدا انها شيفرولية افيو ويوصل بها ابو نسمة ويعيش حياته يراقب خالته وهي تهرول في الشارع كل يوم تقريبا ..!!

ما علينا الا البحث على امثال ابو حميد .. واستخدامهم الاستخدام الامثل فحسب ، حسنا .. يكفي هذا الى الان .. فبعد كلمات " توظيف وجذري واستغلال" اظنني بدأت اعيش دور صحفي في جريدة الاهرام .. لا ادري لما كل هذا الذي كتبته .. الم يكن من الافضل ان اخرج سعيدا بوصولي للبيت ومعي كل تلك الاكياس سليما .... بصراحة زهقت وانا بكتب المقالة دي .. طويلة اوي وفيها رغي كتير وبتاع وكلام من دا .. كفاية على كدة .. اشوفكم المرة الجاية ان شاء الله :) 

السبت، 30 يوليو 2011

ظروف








كم شهرا توقفت .. لم اعد أعُد .. لكنني متعطش جدا للعودة من جديد .. ما زلت احتفظ بجميع افكاري في ورقة صغيرة .. دائما ما انظر اليها قائلا " ساكتب كل هذا في وقت لاحق اذا شاء الله لي " ولكن دائما ما اجد شيئا يشدني بعيدا عن عالمي الخاص .. دائما هناك كلمة الظروف .. تلك الكلمة التي اصبحت مستساغة بالنسبة لي جدا .. دائما تجد عندي تلك الـ"ظروف" في كل وقت .. وفي أي مكان .. في بلدي او في حتى في كليتي واظنها ستحلق بي في حالة انتقلت الي العالم الاخر ايضا .

اسلوبي في كتابة هذا المقال يختلف عن ما قبلها وما بعدها .. لا احب ان اتكلم عن نفسي في اغلب ما كتبت .. وسوف احاول الا اتجاوز هذا الحد هنا ايضا .. لكنك لن تجد تلك الطريقة في دوارن ما اكتب حول نقطة معينة .. انا هنا لاكتب لمجرد انني اشتقت لهذا ليس الا .. تستطيع ان تطلق علي لقب هاربا من كل ما يحيط به الى هذا العالم الرائع .

هاربا من  ما يقارب الشهرين من ضغوط المذاكرة .. من كوابيس بمعني الكلمة كانت مثابة ناتج طبيعي لطالب لم يفتح كتبه الدراسية طوال العام لوجود تلك الـ"ظروف" ، اذكر ذلك اليوم جيدا الذي ظل رفقائي في السكن يحكون لي كيف اني كنت انطق بكلمات غريبة وانا نائم .. دعك من انهم يهلوسون بنفس ذات الكلمات وهم نائمون لكن عادة ما يكون السبب هو السهر المفرط وليس القلق الزائد اوالضغط الشديد ، واذكر جيدا ايضا عندما كانت الساعة السابعة صباحا بينما لم يحتمل عقلي كلمة واحدة فوق طاقته من مادة " الفسيولوجي" فرحت اغني بلهجات مصرية وسودانية وشامية واخري يمنية في الشرفة الخاصة بغرفتي .. لن انسى هذا اليوم حيث اقتضى الامر ساعات من النوم من اجل العودة الى حالتي الطبيعية .

سافرت امي كالعادة .. رحلة سهلة .. ما من قلق اذا .. لكن ما بال اختي المسكينة !! مرض "محمد طلعت" منذ اول السنة .. اخفى تفاصيل مرضه .. عرفنا بعد فترة قصيرة كل شئ .. العملية المفاجئة قبل الامتحانات باسبوع .. واخيرا خبر تماثله للشفاء – والحمد لله – تلقيته منه شخصيا منذ ساعات , مرض اختي الصغيرة المتواصل .. مشقة كبيرة على أفراد البيت بأكمله ان يتحملها ولكن دائما "الحمد لله على كل حال"، زفاف اختي .. انهماكي في دعوة اصدقائي عوضا عن تنظيم الفرح .. واكتشاف متأخر ان هناك الكثير لم ادعه بعد .. سوف ينظر لي احدهم نظرة مع ذلك الكلام الذي يدور في رأسه " انتا مش بتعزني .. وانا اللي كنت فاكرك .. واتاريك طلعت ... طيب .. ماااشي " طبعا لا تسألني كيف عرفت هذا .. اكيد هو مش بيفكر بالصيني .. وطبعا ساخبره باي عذر .. عادة عذري الحقيقي (انه نسيته) لن يكون جيدا .. لكنه سيتقبل أي عذر اخر سواه .. كلانا يعرف هذه الروتينيات الواجبة .. كلانا يوهم نفسه انه سيصدق ما يوهم الاخر انه سيصدقه .. ويمر الامر كما مرت تلك الجملة السابقة من دون ان تفهم أي شئ .

اين تلك الظروف اذا .. !! هل تسمي تلك ظروفا .. انها احداث عادية جدا في الحقيقة .. دعك من اني لم اذكر الثورة وكيف اخذت من وقتي جزاءا كبيرا جدا .. هذا عوضا عن الاعتصام الذي قامت بيه كليتنا .. ثورة البقسماط تلك التي اخرجت لها فيلما .. في الحقيقة اذا طلبت رايي فسأخبرك ان هذا الاعتصام كان رائعا بالنسبة لي .. دعك من عدم وجود المحاضرات واستبدالها باسكتشات هزلية رائعة وقصائد اخرى اكتفي بالتصفيق بشدة لملقيها ، ليس لانها رائعة ويستيطع ان ينافس بها "امل دنقل" او "جاهين" ولكن لان صوته تعالى جدا في اخر جزء منها ويتوقع منا رد فعل مواز لما فعل ، نعم كان الاعتصام ممتاز بالنسبة لي .. خبرة جديدة اكتسبتها من فيلم جيد ( او هكذا قالوا عليه ) وساعة حائط زهيدة الثمن لكن لا بأس بها كهدية ، كارينة بالالوان عليه صورتي منذ انا كنت شخصا لا يعرف غير الاكل ايام الثانوية العامة .. هذا .. بالاضافة الي ما يقارب الـ70 فيرند ع الفيس بوك .. اليست هذه مكتساب جيدة بالنسبة لي على الاقل .. اذا هو اعتصام ناجح فعلا .

 انا نفسي لا اعرف ما تلك الظروف .. لكنها موجودة .. انا اثق في هذا .. انها موجود حتما .. لابد انها مجرد عوامل نفسية ليس الا .. لكنها كفيلة بما فعلته بي طوال السنة كلها . هنا اتذكر كلمات اغنية "اوعدوني" للمبدع حمزة نمرة ..

جوايـــا خوف .. من كلمة الظــــروف
تبقى طريــــق .. للوحدة هــــتذلنـــــــا

مرت تلك السنة بكل ما فيها .. مرت ايام الثورة الوردية .. عندما كانت الثورة تعرف مطالبا موحدة وثوار حقيقيون .. ومر الاعتصام .. ومر زفاف اختي .. وعادت امي من السفر مرة اخرى .. مر مرض محمد طلعت .. ومرت الامتحانات .. ونجحت والحمد لله .. مرت تلك السنة وبقيت لي منها ورقة دونت فيها كل اخطائي في تلك السنة .. ورقة صغيرة .. آمل ان تكون الحسنة الوحيدة لي في تلك السنة لكي لا اقع في تلك الاخطاء مرة ثانية .. استعنت بالله مستقبلا سنة جديدة .. عسى ان تكون خيرا من التي قبلها .. لن تنتهي تلك الظروف .. فدائما هناك "ظروف" جديدة .. لكن اتمني ان اكتسب مناعة جيدة مما حصل لي السنة الماضية .. مثلما يكتسب جسمي مناعة ضد تلك الأمراض كما قرأت في كتاب "الفسيولوجي".. آملا ان لا يأتيني ما لا اتحمل فوق طاقتي .. فاصيح في شرفتي باغاني مصرية وسودانية وشامية ويمنية .. لكن حينها لن يتطلب الامر ساعات من النوم لكي اعود كما كنت .. قد يتطلب الامر مصحة عقلية او لربما اقذف بنفسي من تلك الشرفة واستريح .. آملا ان لا تحلق بي تلك الظروف في العالم الاخر ايضا .



الأحد، 3 أبريل 2011

وحشاني قوي


وحشاني اوي المدونة بتاعتي .. ليا فترة كبيرة من كتر اللي فوق دماغي مكتبتش حاجة .
قريب هكتب فيكي ان شاء الله ..

الأحد، 6 مارس 2011

من قلب جمهورية التحرير - الجزء التالت

بسم الله الرحمن الرحيم



بعد الجزئين اللي كتبتهم ( من قلب جمهورية التحرير )



الجزء الاول



http://keybordisy.blogspot.com/2011/02/blog-post.html


الجزء التاني






اخترت دلوقتي اني اكمل وانا قطعت فترة ومكملتش علشان كنت معارض مبدأ اننا نفرح بالثورة وهيا لسة مخلصتش .. والحمد لله انه حق 400 شهيد مرحش هدر .. علشان كان حرام يكون ناتج الثورة في الاخر ( 7 شخصيات في السجن ووظيفة في وزارة المالية وشوارع نضيفة ومليانة شجر وورد !! )
يا فرحتي !!

عقبال امن الدولة وباقي الفساد ان شاء الله






نرجع للتحرير اللي نفسي ارجعلها تاني .. يمكن اللي مدايقني شوية اني روحت في اخر كام يوم اللي كانوا هاديين جدا .. ويعتبر معملتش حاجة يعني .. هناك شد انتباهي واحدة ست طيبة .. فكرتني جدا بوالدتي .. ام وربة منزل متخرجة من سنة 94 وحالها من حال اغلب المصريين .. مفيش شغل !! بس دا مكنش السبب اللي خلاها تبات في الميدان .. كانت قاعدة قريب من خيمة خليتني اعرف انها معتصمة من فترة .. قربت منها .. ومكسوف جدا اقولها اية !! اول ما جيت اتكلم معاها .. كانت بتكلمني بحذر .. لانه الحزب الوطني كان بيدخل ناس كتير يقولوا للي جوه التحرير ويناقشهم " مش كفاية كدة !! ادي مطالبكم اتحققت .. ادو الناس فرصة تشوف شغلها .. " والسمفونية المشروخة اللي زهقنا منها ومعرفش ازاي ناس صدقتها.. مش هيا هيا الحكومة الي قالت نفس الكلام !!



اول ما عرفت اني جاي علشان انقل رايها للناس برة واني مؤيد ليها وفي صفها سحبتني وخليتني اقعد جنبها .. طريقة كلامها الفلاحي الممدود وطبيعتها المريحة في الكلام خليت للست دي طابع خاص لكلامي معاها .. طبعا كالعادة محور السؤال بيكون .. لية الاصرار على الرحيل .. !! ودا كان الحوار ..



  • بص يا ابني انا خريجة 94 لا شغل ولا حاجة .. مش مشكلة انا برده ست بيت ومش هاممني يعني .. مع اني قدمت كتير وفي كل حتة والله .. بس انتا عارف الوسايط بقى .. ومعايا بنت وولد .. والحكاية كلها في ابوهم المسكين
  • ماله يا حاجة خير !!
  • الراجل شغال في شركة حكومية في طنطا .. وفي مرة من كام سنة اتاخروا علي الموظفين في الحوافز 6 شهور .. راح جوزي وشوية اصحاب لية في الشغل عملوا اعتصام وقعدوا تحت الشركة لغاية ما ترجع حقوقهم وبعدين بقى مع الاضراب وكدة راحوا قالولهم خلاص هنديلكم حقوقكم .. بس ترجعوا الشغل تاني ..
  • ورجعوا الفلوس .. ؟
  • اه رجعوها في وقتها .. بس بعدها بشهرين راحوا ناقلين جوزي لاسكندرية .. ونقلوا كل واحد من زمايله فرع في محافظة علشان يفرقوهم .. وياريت كدة وبس .. دا كمان مفيش شهر تاني وكلهم اتفصلوا من الشغل ..!
  • ازاي .. ازاي .. جوزك ومين تاني .. ؟
  • جوزي وكل واحد اشترك في الاعتصام دا .. اتنقلوا من اماكنهم علشان ما يتلموش على بعض ويهدوهم شوية وبعدين فصلوهم كلهم .. ولما راح جوزي وصاحبه اشتكى في الشركة راح البوليس بهدلهم وقدامك اهو الراجل أ / محمد صاحب جوزي يحكيلك اتسحب على السلالم .. واضرب وكان هيموتوه !!
  • لا حول ولا قوة الا بالله .. بس ثواني يا حاجة دلوقتي انا مقدر ظروفك وظروف جوزك .. بس مبارك اية دخله في الي حصلكم يعني .. ؟
  • الله .. ازاي يعني .. ما هو كل ماشي بطريقة واحدة يا ابني .. اللي عملته الشركة مع جوزي هو اللي هتعمله الحكومة مع الشعب .. هيهدوهم وهيراضوهم .. وبعدين مش هتلاقي منهم حد ومن الشباب اللي زي الورد دا .. وبعدين هيورونا ايام سودة .. والله يا ابني هيا طريقة واحدة ماشية بيها البلد من اصغر مسئول لاكبر واحد فيها .. ولازم نثبت ونكمل لان دي فرصتنا الوحيدة علشان نرجع كرامتنا وكرامة ولادي !!!!!

( انا عن نفسي مصدقتش الرد دا !!)

  • اتأثرتي يا حاجة بوائل غنيم .. ولا اية رايك فيه ؟
  • وائل واد مصري محترم جدع .. زيه زي أي واحد هنا في الميدان .. الشباب كلهم فيهم بركة .. وانتو عملتوا اللي احنا مقدرناش نعمله واقل واجب نيجي نقف معاكم ونكفر سكوتنا السنين اللي فاتت دي كلها .. شباب واعي وفاهم والامل فيكم كبير ..

وفي الوقت دا عديت علينا واحدة ببلح وفطير توزعه علينا .. الحاجة اخدت منها واصرت انها تديني علشان يبقى بينا عيش وبلح على رايها .. وفي الاخر معرفتش اختم اقولها اية .. وكانت الحاجة الوحيدة اللي طلعت مني " كلمة اخيرة تقوليها اية ؟ "



بدات عنيها تدمع جدا .. وقالت : عندي امل كبير .. ابني وبنتي دول ذنبهم اية .. الناس دي كلها جات هنا لية .. وعود اية وبتاع اية بعد 30 سنة .. حرام بقى الناس عايزة تعيش .......



مقدرتش اخليها تكمل كلامها واضطريت اقاطعها واهديها شوية و حاولت اهزر معاها في الاخر يمكن امسح الهموم من على قلبها شوية زي ما هيا بتحاول تمسح الدموع اللي مليت عنيها في اخر كلامنا .. ست بسيطة جدا بشكلها .. بكلامها وبتلقائيتها .. لكنها كانت من اكتر الناس الي اثرت فيا في ميدان التحرير .. سبتها علشان اروح اقابل شخصية تانية .. خريج حقوق لكن ليه قصة غريبة جدا !






لقيته جنب الفيلا بتاعتنا .. قاعد بيقرا في الجرايد .. وبعد ما سلم الجرنال لاحظ وجود كلمة ( اكتب كلمة للثورة ) وطلب مني "الاجندة" الي بيكتبوا فيها .. وشدني جدا انه كتب " كان المفروض اسافر 5 فبراير لعقد عمل .. انا لغيت سفري .. لاني بلد احق بيا انا فخور اني مصري " سالته بعدها

  • انتا فعلا كنت هتسافر يوم 5 فبراير !
  • قالي اه .. في عقد عمل للسعودية .. ولغيته .. !
  • لغيته .. !!
  • انا حسبتها في دماغي .. قولت لو سافرت في الوقت دا هبقى خاين وسبت مصر في اكتر واقت مصر محتاجاني فيه .. وبعدين انا سألت نفسي سؤال انا هسافر لية ؟ .. علشان اخد فلوس بس كرامتي تتهان ؟ برة المصري ملوش قيمة بالنسبة لهم .. لا انا اقعد هنا ارجع كرامتي واطلب بحقي في بلدي اشرفلي ..



ردود زي دي اتعودت جدا اسمعها في التحرير .. مع اني لو سمعتها برة كان ممكن مصدقش ولا كلمة منها .. دا ما اذا مكنتش اتريقت عليها اصلا .. وبعدها عدى من قدام فيلتنا واحد ابيضاني كدة ونضيف .. وشكله بكاميرته كدة مدي على انه صحفي او مراسل محترم .. عرفت بعدين انه استرالي شغال في قناة بريطانية .. ودا بقى كان ليه معايا كلام تاني .. عوضا عن الكاميرا الخرافية اللي كان ماسكها واللي كانت شادة انتباهي جدا جدا .. كان سؤالي ليه بسيط على الاخر .. واتبدلت الادوار .. بحيث كنت انا اللي بسأل وهو اللي بيجاوب .. بس






How Do you Feel About What is going on in Egypt now ?

Not Really what I'm feeling .. But I could say People here Are Amazing People Honestly .. let me tell You Something .. I've been to Iraq war , Intefada , Sudan & I've coverd a lot of big stories all over the world .. but this is My Best Story Ever .. I've never seen this before .. You're really Great people deserving great country ..

Do You Know What Do we Call Tahrir Sq. ?? We call It The Republic Of Tahrir .. We Consider it a Small Republic represents the real Egyptians ..

ohh .. Republic Of Thrir .. Nice .. Very Well



وبدأ يكتب في النوتة بتاعته بقى .. وبدا المصريين يهزروا معاه وخصوصا اللي يعرفش انجليزي " هاو دو يو دو .. فاين سانكيو " " ليف موبارك .. ليف موبارك " " بقولك يا كابتن ما تاخدلي صورة .. فوتو فوتو .. علشان العيال في البيت بس .. خد .. خد يا كابتن " ..



منظر جميل جدا .. واهي حاجة بنتسلى فيها .. لغاية ما جي واحد وقف شوية قدام الفيلة وقالي " فيلا الشهيد مصطفى الصاوي " !! انتو تعرفوا مصطفى الصاوي ؟؟





يتبع .....

معلش كدة يبقى باقي اخر جزء .. الجزء الرابع :)

الجمعة، 4 مارس 2011

التحرير .. خارج الصندوق !!


" يا له من يوم هادئ " كالعادة جاءت هذه الكلمات في بالي وانا انظر من نافذة غرفتي .. لا ادري لماذا لا تبدو أي اثار للثورة في سوهاج .. الثورة في يومها التاسع .. لكني اشعر اننا في قارة اخرى .. حتى حظر التجوال لا اثر له هنا .. ولا أي بلطجي حتى ان شاء الله يسرق بيتنا !! ببساطة لا شئ .. كم كانت مصادفة ان اجد نفسي في التحرير في اليوم التالي .. يومان فقط قضيتهما هناك حتى سقط آملين ان لا يكون هناك "دور ثاني" !! .. يومان فقط .. لكني مستعد على الحلف بها ما تبقى من عمري .. قد فصلت كل ما رايت هناك في مذكرات لي على اربعة اجزاء ..  لكن حين فكرت في تلخيصها في مقالة بدا الامر صعبا .. ماذا علي ان اكتب ؟؟ هل اكرر كلاما قرأناه مائة مرة عن " مفيش كنتاكي .. دي اوشاعات مغرضة " او " شباب زي الورد واخلاق زي الفل وحاجة مية مية وهي دي مصر بجد " ام عن مشاهد كنس وتنظيف الميدان ام مظاهر التعاون  .. في الحقيقة "اللي عايز يقول من دا كتير " لكن اذا قلته انا مرة ثانية فسيكون جل ما قدمته لك هو تلخيصه في صورة اخري وعلى طريقتي .. ومن هذا الناحية انا اعتقد ان هناك من قدمها افضل مني بكثير .. وفي الحقيقة انا اخاف على تضييع وقتك او على ان "تكروت" مقالتي بسبب انها لا تمثل اية لزمة بالنسبة لك .

 في الحقيقة دار في بالي سؤال .. " هو كان في كام واحد في التحرير " مليون .. تلاتة مليون .. اربعة .. ؟؟ هل يتحمل الميدان هذا العدد .. ؟؟ هل تكذب وسائل الاعلام  !! في الحقيقة لم اجرب ان اعد الناس في ميدان التحرير بنفسي ولم يكن السبب " انهم كتير بالصلاة على النبي " ولكن لم يتسنى لي الوقوف في مكان عالي لاعدهم !! هكذا نبقى دائما الشعب المصري كما نحن .. نبقى داخل صندوق افكارنا .. رافضين الخروج من هذا الصندوق رغم ان هذه الثورة قامت لمحوه اصلا !!

كما انشغلنا وقتها في عد من كان في التحرير لم لا يأتي "محبي العد" ليعدوا لنا كمية الافكار المصرية الرهيبة الفعالة التي راى اصحابها انه حان الوقت ليطلقوا لها العنان لتري حريتها من جديد .. لماذا لا ينشغلون بعدهم وخصوصا انهم لا يحتاجون مكان عالي ليعدوا منه مثلي .. وكلنا نعرف ان هذه الافكار ستتعدى ملايين التحرير بملايين !!

لماذا لا ينشغل المهتمون بـ"الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان" ليوضحوا لنا من الذي "وقف وراء" الثورة فعلا وليبذلوا جهدهم لكشف واضح وصحيح لشهداء الثورة الفعليين .. ليقام لهم نصب تذكاري كاقل تقدير لهم .. ولماذا لا ينشغلون -ماهم كتير بقى والبيدج وصلت 100 الف فانز- ليفرزوا لنا قوائم بالذين كانوا "وراء " البلطجة على شباب الثورة في كل شبر في مصر او التحريض ضدهم .. بل لماذا لا ينشغل هؤلاء بالحاجات اللي "وراهم" ويريحونا !!

لماذا لا ينشغل المعجبون بـ"تكتك القذافي" ليفكر في فكرة فعلية يخدم بها وطنه ليمنع نفسه من التورط مستقبلا في شغلانة "سواق تكتك" ويصبح هو والقذافي زمايل مهنة واحدة .. هذا عوضا عن معجبي نضارة القذافي واقوال القذافي ومسرحيات (اللي هيا خطابات) القذافي وملاية القذافي .. حتى وصل بنا الامر الى بيدج بأسم " الراجل اللي جاب المية للقذافي في الخطاب " !!

حقا اننا شعب "فاني" ودمنا خفيف .. وتشهد لنا جميع الشعوب بهذا .. لكن حان الوقت فعلا لنخرج خارج الصندوق .. ونتغير ونحتفظ ايضا بخفة دمنا .. انا لا اطلب ان نعمل في جدية تامة كما كانت تفعل شركة "مرسيدس" حين كان شرطها الاساسي للعاملين هو ان يكون "اخرس" ليعمل في جدية تامة !! ولكني اطلب لنفكر بطريقة مغايرة لما كنا نفكر بها طوال السنين السابقة .

يوميا افتح صفحتي على الفيس لاجد "تلاتشر الف" جروب و"عاشرتشر الف" ايفينت للمطالبة بحقوق .... اقل ما يقال عنها انها حتمية وغاية في الاهمية .. لكن لماذا نصر على البقاء قيد افكارنا القديمة بـالتمسك بلفظ "المطالبة" !! عفوا .. انتا لم تخرج من الصندوق بعد .. وستبقى اسير افكارك لفترة .. ما دمت تضع لفظ المطالبة قبل لفظ التغيير .. غير من نفسك اولا .. حسن ممن حولك .. ابذل اقصى جهدك في ان تؤدي دورك على اكمل وجه في كل ما هو في يدك .. ثم لك الحق بعد ذلك ان "تطالب" بحقك فعلا ..

قد ادرك البعض جزء من التغيير من انفسهم وحولهم فعلا .. لم "يطالبوا" بنظافة الشوارع .. بل راحوا ينظفون الشوارع ويدهنون الارصفة في مشهد اقل ما يقال عن وصفه هو ما قاله الدكتور احمد خالد توفيق بمقاله "عيال تفرح" .. مشهد لا يمثل نظافة ميدانية فقط بل هو فرصة رائعة لتكاتف اهل الحي الواحد والتجمع على فكرة جميلة وحبا في رؤية بلد افضل فعلا .. ولكني آمل الا يكون تغييرا شكليا فحسب .. وان يكون التغيير في كل حياتنا ويبدا من انفسنا اولا لنتعاون فيما بيننا ونمثل منظومة واحدة كما كنا في ميدان التحرير .. وبعدها لن نجد أي عناء في المطالبة بحقوقنا فعلا ولن ننتظر كثيرا لتحقق كما تحقق في ميدان التحرير وسقط مبارك وتبعه شفيق ..

اه .. لقد نسيت ان موضوع المقالة هو تلخيص ما حصل في التحرير .. حسنا اعدكم بان احاول ان اذهب للتحرير في الجمعة القادمة في احتفالية اسقاط شفيق .. هذه المرة سأختار مكان عالى نوعا ما .. لاعد الملايين "بمزاج" !! وان كنت افضل ان اعد مليارات مبارك واعوانه وهي تعود الى خزائن مصر مرة اخرى .. وحينها سيكون بامكاني وبمقدور كل مصري ان ياكل "الكنتاكي" الذي لم تتسنى لي الظروف لاكله في التحرير مسبقا .. الحمد لله .. لم يظهر احد وراء شفيق اثناء خطاب استقالته .. !! لاني كنت سأضطر حينها الى نشر هذه المقالة مرة اخرى ,,

الجمعة، 18 فبراير 2011

من قلب جمهورية التحرير - الجزء الثاني


في اليوم التاني صحيت الصبح .. حواليا تمارين الصباح شغالة كالعادة .. الكل بيلف حوالين الميدان .. رياضة ونشاط .. لكن انا بقى روحت واخد بعضي وطلعت ع هارديز اخدت فطاري .. طيب وبعدين .. روحت على فنانين الثورة واخدت منهم يافطة وكتبت عليها

- لية تروح المانيا يعالجوك -
-دكاترة الاسنان هيخلعوك-
(ولو متخلعش هنحشيه )

ولفيت بيها ورا كام مظاهرة وقعدت بقى شوية "يسقط مبارك" .. وشوية "ارحل" .. الساعة 11 الضهر طيب وبعدين !! واخر ما زهقت روحت جبت شوية جرايد علشان الفيلا بتاعتنا .. اصل قدام فيلا الشهيد الصاوي عاملين مشروع اسمه اقرا الجرايد مجانا .. كنا بنشتري الجرايد ونحطها قدام الفيلا ( جنب حمام السباحة كدة بالظبط :) ) وتيجي الناس تقرا الجرنال وبعدين تسيبه لغيرها .. علشان كدة كنت دايما تلاقي قدام الفيلا اكتر من 20 شخص ماسكين جرايد ( والثقافة مقطعة بعضها ) .. وفي اخر يومين كمان وسعنا نشاطنا وجاء كاتب كبير معروف وجابلنا كام كتب من تاليفه وموقع عليهم واتبرع بيهم لينا ..

مشروع الجرايد قدام فيلا 1 شارع الشهيد الصاوي

وكمان صاحب الفيلا (عبد الرحمن حبت) كان ماسك اجندة (مش بتاعة عمر سليمان .. لاء الاجندة العادية دي ) وبيخلي أي حد يكتب كلمة للثورة كذكرى .. واتبرع احد الناس انه ياخد الكتاب دا ويطبعه وينشره في كل حتة في الجمهورية .. والناس اللي كانت بتكتب كانوا كتير جدا جدا .. ومنهم صحفيين ومذيعين .. واي حد عادي عايز يكتب حاجة بيكتبها ..


روحت للمستشفى الميداني وكانوا بيدخلوني بكارينة الكلية (مش عارفين اني في اولى ومعرفش أي حاجة في أي حاجة ) والمستشفى عبارة عن زاوية صغير اسمها (عباد الرحمن) واتحولت لمستشفى وعادة بتكون زحمة جدا جدا .. اتكلمت مع دكاترة الاسنان هناك وراقبتهم وهما بيشتغلوا وسألت عن اغرب الحاجات اللي شافوها وكدة ..

في الاول قالولي انهم استقبلوا اكتر من 90 حالة كسر فك !! وكان دايما بيعالجوها عن طريق التثبيت بالسلك واكتر من 50 حالة كسر اسنان عادية دا عوضا عن حالات كتير من الحشو والخلع وكدة .. الغريب انهم لما كانوا بيطلبوا من واحد يطلع ساعتين بس يعمل اشعة اكس راي ويرجع كان بيرفض وكان بيطلب انهم يدولوه مسكن او أي حاجة تخفف الالم علشان ما يسبش التحرير !! ولما تخلص المواجهات مع البلطجية يبقى يشوف فكه المكسور !! دا غير ناس كتير مش عايزة تسيب الميدان وتطلع برة تكشف على اسنانها وبتيجي هنا علشان تعمل حشو او تاخد مسكنات .. والاغلب بيطلب الخلع علشان يقدر يكمل في الميدان وهو واخد راحته من غير أي شكوى !!

وبعدين جاتلي فكرة اني اعمل لقاء مع بعض سكان جمهورية التحرير .. ويمكن هلخص الفكرة في نقط بسيطة

  1. اني مكنتش جاي علشان مظاهرات وبس وحسيت لازم اعمل حاجة مختلفة .. فكنت دايما بدخل للسؤال من ناحية ( انه الناس اللي برة التحرير الي انا مسميهم جماهير القناة الاولى والسابعة .. عندهم اعتقاد اننا موقفين حال البلد و انه خلاص طلباتنا استجابت وكدة ) .. علشان امهد لكلامي .. وعشان اوصل رسالة للناس اللي برة الميدان وجهة نظر سكان التحرير .. ودي اول حاجة
  2. كنت عايز اعرف هل الناس اللي هنا كانت جاية علشان طلبات لكل واحد فيهم .. ولا كله جاي مصر على (الرحيل) ولية الرحيل مع انه بدأ الاصلاح على حد قول الحكومة ..
  3. كنت عايز اعرف هيا الناس اللي هنا جاية فاهمة بتعمل اية .. ولا بتزيط في التزيطة !! يعني زي ما شفنا اكتر من 20 مليون نزلوا يفرحوا في الشوارع لما سقط الرئيس .. بس هل بتوع التحرير جايين علشان الجو في التحرير حلو ولا علشان الكل بيطالب بالرحيل يبقى لازم اطلب معاهم ولا جاي فاهم انه الرحيل معناه اصلاح كامل في مصر .. وانه مش مجرد مطلب والسلام ..

كل الناس ايد واحدة

بسم الله ورقة وقلم وبدات حواراتي ... انا محبتش اذكر اسماء افضل


( خريج الجامعة الالمانية GUC – ستة وعشرين سنة – موظف ادارة مالية – مقيم في الميدان وجيراني )

- انا نفسي يجلي يوم واختار رئيسي بنفسي .. ولما اختار يكون عندي بدائل كتير اختار بينهم
- بس الريس ماشي خلاص بعد ست شهور
- الحكاية مش اشخاص .. الحكاية فكر .. هيمشي وهيجي واحد بنفس الفكر بتاع الحزب الوطني .. يبقى عملت ايه من عندي .. الحزب لسة ماسك وهيفضل ماسك لو مشينا .. وكمان مش ليا انا بس .. للي بعدي .. وللناس اللي برة الميدان .. وعمري ما هندم على اللي انا بعمله ..

( مدير عام بوزارة العدل – محال على المعاش – غير مقيم بس جايب بنته وزوجته )

- مصلحة البلد كلها هنا .. دول بيعملوا لمصلحة البلد .. هنا الخير لمصر .. وبس
- طيب واللي بتقوله الحكومة
- يقولوا اية ..!! طيب انا شاركت في حرب اكتوبر ..وكنت على خط من خطوط الجيش .. وبعدين كفاية دول ناس كانوا بيطلعوا على قفانا مستحيل يجي يوم يفكروا في مصلحتنا ..
- واللي بيقولوا اننا موقفين حال البلد
- ناس جاهلة .. !! اه والله تيجي وتشوف .. دا الرئيس دخل المئوية مع الزمالك !!!



( طالب بتالتة اداب القاهرة – مقيم في الميدان )

- دا رفع الظلم عن النفس .. دا واجب علينا كلنا .. بص .. انا مش عيب اني اكون فقير .. بس من حقي اعرف سبب الفقر بتاعي .. !!
- طيب وتوقيف حال البلد
- مفيش حلاوة من غير نار .. وبعدين متجيش فرصة اخلى بلادي احسن واغنى واقول لاء .. لازم نصبر ونكمل المشوار .. وعلى راي الشاعر

واصبر لكل مصيبة وتجلدَ
واعلم بان المرء غير مخلدِ
واصبر كما صبر الكرام فانه
كربات تجئ اليوم تكشف في غدِ

وكمان احنا هنا على الحق .. وهما على الباطل .. شوفت البلطجية اللي بعتوها علينا .. اكيد الواحد فيهم هو الفتوة في حتته .. لكن هنا كان بيطلعله الاطفال يصدوه وكان بيخاف منهم .. لانه البلطجي طالع للفلوس .. احنا طالعين لحقنا .. للحرية .. الطفل دا ممكن يموت .. وفي طفل فعلا اخد رصاصة في راسه .. بس دا لاننا عندنا مبدأ وثابتين .. انتا لو حطيت الموت والفلوس في ميزان .. هترجح كفة الموت وعلشان كدة البلطجي بيهرب .. لكن لو حطيت الموت والحرية في ميزان .. هترجح كفة الحرية .. علشان كدة احنا قاعدين ..

- بيقولوا الريس مكنش يعرف حاجة واللي حواليه هما السبب
- اي حد يقول انه الريس مكنش يعرف اللي بيحصل .. اقوله طيب يبقى رئيس زي دا غير موفق في مكانه .. ويرحل .. دي ابسط حاجة
- أي رايك في الاعلام المصري
- قصدك الاعتام والتعتيم المصري .. في شاعر اسمه ( عبد العزيز البشري ) قال
وكم ذا بمصر من المضحكات .. ولكنه ضحك كالبكاء ..


( محامي خريج 2001 – ومتوظف من شهور – مقيم هو وزوجته وابنيه )

- الحكاية مش فيه هوا .. الحكاية في سياسته .. اشخاصه هو والحزن ( بالنون ) الحزن الوثني .. احنا عارفين وهما عارفين عايزين اية كويس .. اسقاط نظام مبارك .. دي اهم حاجة .. هما ممشيينا باسلوب ( جوعع كلبك يمشي وراك ) ... انا مرتبي 2200 بس مش دي مش كل حاجة .. هو لو غلط مش يعترف بالغلط ؟ طيب يحاسب اللي غلط ؟؟ دا قطع النت والاتصالات خلى الدولة تخسر مليارات بايده .. وثروة احمد عز تضاعفت 300 ضعف !!
- لية الرحيل ؟
- لانه دا كله مش هيتحاكم ولا هيحصل حاجة طول ما هو موجود .. ودي حاجة معروفة .. طيب بص انا جايب ابراهيم ابني اهو .. خد يا هيما .. قول كدة لعمو احنا جاين هنا لية ..
- الشعب يريد اثقاط النزام

في طفل كان ماسك لوحة مكتوب عليها : يا مبارك انا طفل ونزلت اطلب بحقي في ميدان التحرير .. لو كنت راجل انزل شوف الشعب عايز اية في ميدان التحرير


( طالب بكلية الطب سوهاج – سنة خامسة )

- دا رأس الفساد .. والنظام كله هيقع وهتتكشف كل حاجة لو مشي .. بيقولنا فاض بيه الكيل .. احنا فاض بينا الكيل بصراحة .. وكمان نصف ثورة تعني كفن شعب .. والضربة اللي ما تكسرش تقوي .. ومفيش أي ثقة حاليا بيننا وبينهم .. الناس اللي في التحرير في وادي والحكومة في وادي تاني خالص .. وان شاء الله هيسقط النظام


وللحوار بقية .. في الجزء التالت والاخير

الأربعاء، 16 فبراير 2011

من قلب جمهورية التحرير - الجزء الاول

في البداية احب اقول مبروك لشعب مصر ولكل المصريين الانجاز التاريخي اللي حققناه كلنا .. وان شاء الله هنكمل بيه وهنعمل اكبر نهضة تاريخية لمصر .. زي ما عملنا اكبر ثورة شعبية وشعبية بحتة في التاريخ .. الانجاز اللي اهدوه لنا شهداء الثورة بدمهم الشريف .. وكل اللي حققناه انا كنت شايف انه ( بعد توفيق من ربنا ) طبيعي جدا جدا من ناس زي اللي موجودين في ميدان التحرير لما تنزل وتشوفهم بعينيك .


جمهورية التحرير -  ودا اسم مشهور ليها وانا حابب الاسم دا .. وبصراحة اعتقد اني مش هلاقي مكان زي الجمهورية دي في العالم .. اعتقد انه ميدان التحرير هي مدينة جات من عالم الخيال وعاشت على ارض مصر لمدة 18 يوم بس .. علشان تهد حكم 30 سنة وعلشان تقول لكل واحد في العالم ادي مصر بجد .. ادي المصريين لما يجتمعوا على حاجة واحدة .. جمهورية التحرير اللي منعتني كل الظروف اني اروحلها في الاول وربنا قدرلي اني اوصلها في الاخر بالصدفة !!

انا كاتب على النوت دي ( الجزء الاول ) دا لاني ما اعتقتدش اني هقدر الم كل حاجة في نوت واحدة .. وبما اني عارف نفسي رغاي جدا جدا (دا بس من باب الاعتراف بالحق فضيلة) هحاول الخص شوية حاجات ، .. ومش هتكون مجرد حكاية وبس .. في حاجة مهمة جدا جدا اللي هي لقاءات مع سكان التحرير .. السكان الاصليين لمصر الحرة .. وهي محور الموضوع واللي خلاني ارجع من هناك عارف ومتأكد انه شعب زي دا وبالتفكير دا قادر باذن ربنا انه يعمل أي حاجة وانه محدش يقدر يفرض كلمته عليه .. وفي الاخر بس بلاش لا شير ولا كومنتات ولا حتى لايك على النوت .. براحتكم انا بس جاي افضفض !

اول حاجة انا نادرا ما اهتميت بالاحزاب او السياسة .. ولا اي حد من عيلتنا كان له اي تاريخ حزبي .. وكل الحكاية اني كان نفسي اروح من اول يوم 28 يناير التحرير بحكم انه سوهاج كانت عالم تاني خالص ومكنش في غير 200 واحد بيطلعوا يلفوا شوية في الشوارع ويمشوا ..

انا كنت رايح مدينة 6 اكتوبر في اجتماع خاص بمؤسسة خيرية كدة .. وبعدها لقيتها فرصة ما تتعوضش اني اروح ميدان التحرير لاني في 6 اكتوبر بيني وبين الميدان نص ساعة فقط .. والحمد لله روحت و من ناحية المتحف المصري وعلى بعد 500 متر كان الطريق مسدود بالجيش اللي بيعمل تفتيش سريع مع الكشف على البطاقة وبعدها تقرب من الميدان علشان تشوف مكان المجزرة التاريخية اللي كانت في يوم الاربع واللي كان بيسميها اهل التحرير ( الاربعاء الدامية – او موقعة الجمل ) عربيات محروقة ومقلوبة علشان تصنع جدار صد .. دا غير سور الحديد المعمول هناك والاسلاك الشائكة اللي حاططها الجيش في منظر يحسسك انك بتمر في شارع من شوارع غزة ولا منطقة قامت فيها الحروب لسنين ومخلصتش  !!


بعدها هتلاقي ست صفوف من الشباب ، بُعد كل صف عن التاني تقريبا مترين وظيفتهم هي (صف يشوف البطاقة وصف يفتش ) !! اول مرة اتفتش وابقى فرحان .. واول مرة تسمع كلمة ( البطاقة لو سمحت ! ) وعند اخر صف تفتيش تسمع ( معلش بس دا كله علشانكو ) !! ولو اخر صف اهمل في التفتيش تلاقي اللي بيتفتش يقوله ( لا فتشني كويس تاني وفتش أي حد داخل ومتتساهلش ) مع انه متفتش قبلها مرتين!! وبعدها تلاقي صور الشهداء مطبوعة في بوسترات كبيرة جدا .. تحتهم الشمع ومكتوب الاهداءات على صورهم .. واغلب الاهداءات ( دمكم مش هيروح هدر – باي حق قتل ! – في الفردوس ان شاء الله – هنجيب حقكم – انتم في قلوبنا .. ) في نص الميدان موجودة صور الشهداء متبروزة ومحاطة بسور خاص وحواليها كلها شموع وهناك كله بيدعي وبيقرا الفاتحة .. صور الشهداء وصورهم في كل ركن في الميدان .. علشان متنساش ابدا هما ماتوا لية .. وحقهم لازم يرجع .. ويتحاسب اللي ضيع شباب زي الورد واطفال زي دول .. استاذ محاسب دكتور محامي .. مصطفى الصاوي ومينا ناجي .. كل دول هتلاقيهم هناك عشان تفتكر انه النظام مكنش بيرحم حد .. ولا يمكن نسامحه ونسيب حقهم ..




وصلت هناك باليل ودا اللي خلاني اخد جولة جميلة في التحرير علشان اتعرف على المكان ، لفت نظري هناك مطعم كنتاكي .. مطعم كنتاكي كان مقفول طبعا ( زي باقي فروع الجمهورية ) ومقسوم لنصين .. نص مخصص (لرابطة فنانين الثورة ) لرسم أي لافتات او رسوم او حاجة خاصة بالثورة .. والنص التاني كان مخصص لصيدلية اسمها ( صيدلية يسقط الطاغية ) ودي صيدلية ميدانيه واحدة من صيدليات كتير هناك


صورة قدام كنتاكي


طيب اذا كان كنتاكي مقفول .. الناس دي بتاكل منين !! الجواب بسيط جدا ( بتاكل من هارديز ) !! بجد مش هزار .. مطعم هارديز هناك ( بعد تخريبه وتكسيره ) بقى مفتوح من قبل الشباب لتلقي كل انواع الوجبات وتوزيعها على الناس ( الوجبات كلها من نوع عيش وجبنة وحلاوة وطعمية وفول ) !! حتى المية بياخدوا القزايز الفاضية ويملوها ودايما في واحد بيعدي على الناس في الخيم ياخد القزايز ويستفيدوا منها تاني !! ولو جربت تديهم فلوس علشان يجيبوا اكل زيادة هيقولوا ( هنضحك عليها لو اخدنها .. لاننا هنا بنوزع بس .. اشتري بيها حاجة واحنا نوزعهالك ) !! دا غير الناس اللي بتدخل توزع اكل بمعرفتها وعادة بتكون ( تونة وعيش وكرواسون وباتية وكحك بالعجوة وبقسماط ) .. الاكل كله في التحرير مجاني ما عادا الكشري لانك بتجيبه من برة وعلشان كدة مسمين الكشري هناك ( كنتاكي ) ! وعلى فكرة اي باعة جوالة بيتمسكوا ويطردوا برة الميدان تماما

هناك هتلاقي ( حلاق الثورة ) ، وشاي الثورة –مجانا- ، ومركز شحن موبايلات الثورة مجانا ( وبالمناسبة مع كل شحن موبايل بتاخد مقطع تامر حسني وهو بيتطرد من ميدان التحرير على البيعة ) وهتلاقي مركز ( اضحك مع الثورة ) ودي فيها حوالي 20 نكتة متعلقين على الحيطة (وممكن تتبرع بنكتة وبكرة هتلاقيها مطبوعة في ورقة ومحطوطة هناك ) ، هتلاقي مقر ادباء الثورة .. وهناك هتسمع اشعار وقصائد كلها من قلب الثورة وتجمع كبير هناك ، هتلاقي مقر كاريكاتير الثورة ( اكتر من 75 كاريكاتير روعة مخصصة لمبارك والوزراء وثروتهم ) وهتلاقي في كل مكان شاشات عرض موصلة باجهزة لاب توب .. وعلى فكرة في لاب توب كتير جدا هناك –و آبل كمان - و اكتر من شبكة وايرلس مفتوحة مغطية الميدان كله تقريبا  


الخيم في الميدان واخدة اسماء كتيرة جدا ( منتجع ابناء كفر الشيخ – قصر المحلة الكبرى – شارع الشهيد الصاوي – فيلا الحرية .. ) عالم تاني منفصل تماما .. الغريب انه لوجود ازمة في دورات المياه هناك اجتمع سباكين ونجارين الثورة وبنوا ( بناء كامل من الخشب ) دورات مياة في قلب الميدان بتصب في فتحة من فتحات المجاري واطلقوا عليها اسم (الحزب الواطي ) .. الاغرب انهم بنوها في اقل من 24 ساعة .. !!

لابتوب وعيش حياتك

اما المستفى الميداني واللي موجود فيه عيادة اسنان مجهزة بالكامل (ما عادا اليونيت طبعا ) موجود هناك جهاز تعقيم ( اللي مستفى المنيا مكنش عندها واحد زيه من سنة !! ) ومواد حشو وكل حاجة لطب الاسنان دا غير كمية الادوية الضخمة الموجودة هناك وكلها مجانا .. حشو وخلع الضرس هناك (اللي عادة بيكلف كتير جدا برة) بيتم عمله مجانا في العيادة .. اما طاقم العيادة فهم من القاهرة وطنطا واغلبهم امتياز ورابعة وعملت معاهم حوار خاص هقوله في وقته .. وباقي العيادات في المستشفى زي كدة برده مجهزة بكل الادوية .. وكمان كان في اساتذة في الجامعة هناك مشرفين على المستشفى !!

التنظيم الرهيب هناك .. وبدون الحاجة الى وزارة او قائد ودا الغريب جدا جدا .. هناك موجود اربع اذاعات ، كل اذاعة عبارة عن منصة وعليها سماعات .. طول اليل شغالة تحميس او اغاني وطنية او اغاني اخترعوها فنانين الثورة .. و بالاضافة الي عروض ساخرة بتتقدم علي كل منصة عشان تفرفش الناس .. ولو في اعلانات مهمة بتتقال هناك ( عادة بيكون طالبين لجان شعبية على المداخل تقف تفتش من البنات والاولاد .. وبيطلب عادة رقم خيالي مثلا 500 راجل و 100 بنت .. !! لكن دايما بتلاقي الاعداد بتروح فعلا للحماية والتبديل مع بعض !! ) لو في بلطجية بيتم اطلاق انذرات بطريقة ظريفة جدا ومبتكرة وهيا الخبط على الحديد المحيط بالميدان او حتى التصفير وبعدين بتلاقينا كلنا نتجه الي ناحية الانذار علشان نامن المكان وبيكونوا مجمعين اكوام من الطوب اللي اترمت علينا في اول يومين ومحطوطين على جنب تجهزيا للدفاع بهم بس عادة بيطلع الانذار كاذب


دا طبعا غير الناس اللي لابسة جوانتي وبتضف الميدان ( كفاية تعرف انهم لابسين جوانتي دا دليل على انهم مجربوش الحكاية دي قبل كدة ) لجن النظافة تخضع برده لتنسيق منظم جدا جدا .. وتلاقيهم بياخدوا الورق من بين رجليك ويكنسوا كل حتى في الميدان بعناية رهيبة !! دا ناقص يمسحوا الميدان وهتلاقيه يلمع !!


لما جيت انام روحت الى ( فيلا 1 – شارع الشهيد الصاوي ) ودي قدام مجمع التحرير مباشرة .. هي اصلا "فيلا عبد الرحمن حبت" المقيم هناك 18 يوم .. في نفس الوقت بعض اصحابنا راحوا يناموا وينضموا مع المعتصمين قدام مجلس الشعب لان اتقال في الاذاعة انه عددهم قليل ولازم حد يروح يكترهم ويحميهم ، مجلس الشعب اللي احتلوه الثوار وشالو كلموا ( بوابة دخول الاعضاء ) وخلوها ( بوابة دخول الحرامية ) كان احد اهم مراكز الضغط على النظام دا غير المعتصمين قدام وزارة الصحة ومجلس الشورى وفي كل حتة تقدر تشل الحكومة تماما علشان تنفذ حقوقنا .. !!

باب مجلس الشعب بعد محاصرته

في اليوم دا كان في نقص في البطانيات .. فطلبوا مننا ان كل اتنين يناموا في بطانية علشان في ناس كتير جاية ومش معاها بطانيات.. وبالفعل بدا الكل يقسم البطانيات مع بعض .. الغريب انه اللي كان نايم جنبي انا معرفوش اصلا .. بس لما قام الصبح قبل مني .. راح مسك باقي البطانية واشتغل يدفيني بيها ويلفها كلها عليا .. !! انا معرفش هو مين لغاية دلوقتي .. بس هو دا نموذج فعلا من شباب التحرير !!


في الصبح احترت جدا .. لاني انا مش جاي علشان اتسلى .. او اتفرج .. ولا حتى انضم للجان الشعبية وبس لانه في غيري يسد .. ولا علشان امسك لوحة ولا علم واهتف في وش النظام .. وحسيت اني لازم اعمل حاجة مختلفة .. حاجة استفيد بيها وافيد بيها وتبقى حاجة جديدة .. ومفيش مكان احسن من جمهورية التحرير علشان تطلع فيه أي فكرة جديدة وتعمل اللي عايزه ، قررت ابدا حوار مع سكان التحرير .. وحاول اعرف الناس هنا تفكيرها ازاي .. نظمت نفسي .. ورقة وقلم وبدات الف على الناس .......... يتبع

السبت، 22 يناير 2011

الحمد لله .. جبس وشمع ..



الدكتور عمر مجاهد المصري .. والدكتور وليد مجاهد المصري .. طبيبان امتياز بكلية طب اسيوط .. قضيت معهم يوما لن انساه في اكبر مجمع مستشفيات على مستوى الصعيد وهو مستشفى القصر الجامعي باسيوط ، قابلني ثانيهما الدكتور وليد بكلمته "انا كان نفسي اكون دكتور اسنان والله .. بس في البيت محدش رضي.." .. رددت عليه ممازحا " يا عمي اسنان مين بس .. دا احنا شغالين في الجبس والشمع ورايحين جايين شايلين شنطة سباكين كدة .. وحالتنا تصعب على الجعان .. احمد ربك انك في طب .. واهو كله في الاخر دكتور يعني" صدقوني .. ان كان امله ان يدخل طب اسنان قبل ان يرى كلية الطب .. فانا متأكد انه شعر بانه ندم اكثر و اخطئ فعلا لعدم اختياره طب اسنان بعد قضاءه اكثر 6 سنين في كلية الطب البشري .. !!



جولة في تلك المستشفى كانت كافية لتفهمني كلماته .. قضى معي تلك الجولة اخاه الدكتور عمر .. اخذ يحدثني باشتياق عن امله في ان يكون احد اكبر المختصين في مجال طب الاشعة .. ويحدثني عن اهميته وعن اجراء العمليات الخطيرة كقسطرة القلب مثلا بكل سهولة عن طريق الاجهزة وبدون أي جراحة .. وكلام كتير كدة وانا (بصراحة يعني) عملت نفسي فاهم وخلاص ..

المهم هنا هي الجولة نفسها .. لم تكن تلك جولة سياحية او حبا في كلية الطب .. بل كان غرضنا قريب مريض لنا في المستشفى وشوية ورق بنخلصه، لكن الامر تطور الى جولة بجميع الاقسام تقريبا، قضيت ان وهو هذه الجولة بحجة انهاء الاوراق .. لكن تلك الجولة كادت ان تنهي انفاسي مما رأيت .. لا ادري بعدما يتعب المرء في كلية كهذه 6 سنوات ونصف السنة .. كيف يتركها ليصبح محلل كرة قدم كـ"علاء صادق" او ممثل كعزت ابو عوف .. !! حقا وله في خلقه شؤون .. !!

بداية استفتحنا والبداية خير .. بالقسم النفسي .. !! لن انسى ما رأيت هناك .. كل تخيلي عن المرضى النفسيين صورتان .. والاثنان من الافلام السينمائية .. الصورة الاولي من الافلام العربية .. ويكون فيها المرضى النفسيين ( هبل وعبط ) بضم الهاء والعين .. ويتراقصون على انغام الموسيقى التصويرية .. ويحولون اعينهم .. وبالطبع يكون البطل مزجوجا وسطهم في مهمة سرية وخطيرة ..

اما الصورة الثانية فمستوحاة من الافلام الغربية .. ويكون فيها الطبيب النفسي يمتلك افخم عيادة ويلبس احلى لبس ولا يلبس البالطو .. ويدخل المريض النفسي عنده فيدعوه للجلوس على اريكة انيقة جدا .. ويقول له .. ( حكي ما عندك .. قل .. بوح بكل ما في صدرك ..) فيجلس المريض النفسي ليحكي له عن مأساته كلها .. ولا باس ان يزروه اسوعيا وعادة ما يصبحان اصدقاء ايضا .. !!

لكن ما رايت هنا كان شئيا اخرا .. هل رايت رجلا يبلغ من العمر 40 سنة يبكى ويبكى وفجاءة يضحك ؟؟ وهل رايت رجل اخر يقترب من السور الشائك .. ويقول لك ( سيجارة .. ابوس ايدك .. العبد الفقير الى الله عايز سيجارة .. ) ثم يبكي ايضا .. !! في الحقيقة هذا اخف شيئا رايته و لا اريد ان اقول اكثر من هذا فهناك العديد من الحالات الاكثر تاثيرا قد مرت على كثير من الاطباء او طلبة الطب .. !! وفعلا.. تخرج من هذا القسم لتقول كلمة واحدة .. الحمد لله .. نعم فالحمد لله على نعمة العقل وحسب ..


تمر بعد ذلك بوحدة الكلى الصناعية .. هاهو جهاز ضخم ورجل يرقد بجواره .. ولو تم فصل هذا الجهاز .. لودع الحياة في خلال ساعات بعد الم شديد .. جهاز من المفترض انه يعطيه حياة .. ولكنها حياة اقرب الى الموت .. فاي حياة تلك على سرير دائم !! وشخص مكتوف الايدي غير قادر حتى على ان – اعزكم الله – يقضي حاجته بنفسه .. !! نساء .. رجال .. بل واطفال .. ان هذا المرض لا يرحم احدا .. ولا يميز ايضا .. عافنا الله واياهم .. لا لا .. علي ان امر سريعا من هنا .. تركت هذا القسم مرددا نفسه الكلمة .. الحمد لله ..

هنا وبمجرد اقترابي من هذا القسم عرفته .. عرفته من دون ان اقرأ اسمه .. فقد عرفته من (صويت) النساء التي في الخارج .. وبكاء الرجال .. ولمة كبيرة جدا .. انه قسم جراحة القلب والقسطرة .. قسم خطر جدا .. حتى وان كان ضحايا حوادث الطرق قد تعدوا ضحايا الجراحات الخطيرة في مصر !! لكنه يبقى احد اخطار اقسام الطب على الاطلاق ، لن استطيع بالطبع ان ادخله .. فهناك العديد من اقارب المرضى لم يستطيعوا هم ان يدخلوا لاقاربهم .. وفي الحقيقة لم اكن محتاج لهذا .. فقد اكتفيت بما رأيت خارج القسم، من كثرة الناس الذين هم اقارب المتوفي (يرحمه الله) يتضح لك بسهولة كم كان محبوبا وسط اهله .. كم كان عزيزا، لكن هل كان مستقيما ؟ جاءني الجواب سريعا حينما سمعت احد اقاربه يقول لهم مصبرا اياهم ( كفاية انه اتشاهد يا جماعة .. لا اله الله الله ) .. الحمد لله انه قالها واني علمت ذلك ايضا .. وعسى الله اني يتغمده برحمته .. ويصبر اهله ، هنالك تركت هذا القسم .. تركته وعلى لساني كلمة واحدة .. الحمد لله

مستشفى الاطفال .. !! توقفت .. فهنا ساعلن استسلامي .. وسالزم حدودي .. لن استطيع ان ارى طفلا مريضا بمرض ما .. وانا اصلا لا اقوي على مشاهدة شخصا راشد قد ابتلاه الله بنفس المرض .. !! الاطفال سيظلون نقطة ضعفا كبيرة في حياتي .. فيكفيني ما رايت في تلك السنوات السابقة .. والحمد لله على كل حال ..

هنا ياتي دور اقسام اخرى .. الباطنة .. العظام .. الاشعة .. في كل مكان تتكرر نفس المشاهد لأناس قطعهم الالم .. وهناك تجد قسم الطوارئ .. هناك تجد الدم يسيل بل هوادة .. واعلانات التبرع بالدم لا تتوقف خارج القسم، انا لا اذكر فصيلة دمي ولذلك لم ابدي أي اهتمام بالامر، من قسم لاخر .. ومن مستشفى لاخرى .. احترنا ، بل وجوعنا ايضا !! وللامانة في نقل الاحداث فقد مررنا بالكافتيريا الخاصة بالمجمع قاصدين ان ناخذ شيئا يسد الجوع .. لكن بالمناسبة لا انصح احدا ان يشتري منها شيئا اطلاقا .. (اتلاقا .. ايوة اتلاقا ..).. !!

في النهاية انهينا الورق المطلوب منا .. وانهيت معه أخر قطرة عرق تصببت من جبيني .. وخروجا من ذلك العالم المظلم .. لم انسى بالطبع ان احيي الطبيبان عمر ووليد على هذا اليوم الشاق .. وعلى هذه الجولة التي خرجت منها بشئ واحد .. وهو ان الزم قولي الحمد لله دائما وفي كل حال .. خرجت وانا انظر من زجاج السيارة الى تلك القلعة المظلمة .. قلعة تكتم ورائها العديد من الاهات والصرخات .. في عالم اصبح في الصحيحون الخالون من الامراض قلائل .. و(يتعدوا على صوابع الايد ) !!

خرجت من هذه العالم قائلا الحمد لله انني في طب اسنان .. مستشفانا لا تكاد تري فيه الا قطرات دم قليلة .. وان تطور الامر (بنج وخلص نفسك ) !! من يذهب الى طبيب الاسنان يدخل والالم يكاد ان ... يعني يكاد انه .. خلاص يعني .. فاهم انتا !! بس والمهم ... انه سوف يخرج من عنده لا يشكو أي الم .. وهذا بالطبع في حالتين : ان تكون طبيب اسنان (استورة) من (الاساتير) الرومانية في مجال الاسنان .. وايديك تتلف في (مناديل فاين) .. او الحالة الثانية انك تخلعله كل اسنانه الكويسة والمسوسة ، دائما ما كان يستهزء بي اصحابي قائلين ( انه دكتور الاسنان بيعمل دماغه بدماغ سوسة ) طيب والله السوسة ارحم ما اعمل دماغي بدماغ "روح" في ايدي، وفي الصعيد هنا .. روح المريض وروحك .. في ايد اهل المريض !! بالعربي (يا تعيشه عيشة فل .. يا نموت احنا الكل) الحمد لله فعلا .. الحمد لله اني دكتور اسنان .. واخري "سوسة" وجبس وشوية شمع .. وان شاء الله ابقى اسنانجي اد الدنيا .. وابقى نازل احشي طالع اخلع .. بس دا لما اعرف اعمل Carving  كويس الاول .. !! وربنا يخليني لمصر .. ودمتم سالمين ..

السبت، 15 يناير 2011

فوق وتحت




حسنا دعنا نقول انها كانت رحلة جيدة نوعا ما .. هذا طبعا بغض النظر على ان نصف الالعاب في دريم بارك فاتتني .. وقد كنت مستاءا جدا في ذلك الوقت .. لكني بالطبع لكن اكتب اليوم مقالا اصف فيه الرحلة او دريم بارك او حتى الاتوبيس الذي كان يحوي هيكله الخارجي ثقبا كبيرا جدا .. وكراسيه غير مريحة بالمرة .. طبعا .. !! فماذا تتوقع من اتوبيس مكتوب عليه ( جامعة المنيا ) ؟؟

متعة الجميع في الرحلة كانت الرحلة نفسها .. ففي الاهرامات .. اللي عايز يركب حصان ( حصان يا باشا .. ) او ( جمل يا بيه .. ) لو فيه تكتك كنت هاخده مش مشكلة برده .. وطبعا كان هيمشي ما بين صخور الاهرامات بسهولة .. دا بيمشي في شوارع سوهاج زي الفل .. مش هيمشي في الاهرامات ؟؟ لكن وسط كل هذه الاجواء اكتفيت انا بالتصوير .. ويا لها من متعة بالنسبة لي .. حقا انا مدمن على الكاميرا .. وينطبق علي مقولة ( الكاميرا هي عيني الثالثة .. ) !!

(دائما هناك ناس فوق .. وناس تحت ) مهلا .. انا لا اتكلم هنا بلسان "بلال فضل" واصفا حال مصر .. لا ..!! انا اتكلم عن دريم بارك .. نعم .. دائما هناك ناس فوق وناس تحت .. ناس بتلف بيهم الدنيا .. وناس قاعدين بياكلوا بيتزا تحت .. هناك .. وفي ليلة رأس السنة كان يتواجد بدريم بارك ما يقارب من 10 الاف شخص او اكثر .. ومسجد لا تتعدى مساحته 7 في 7 امتار .. !! يتسع فقط لما يقارب من 35 شخص على الاكثر .. وهم فقط المتواجدون في اوقات الصلاة .. ابهرني جدا الاطفال الذين كانوا يتركون كل الالعاب .. ويذهبون ليؤدوا صلاة المغرب مثلا .. اطفال في غاية الروعة والشياكة .. اطفال كنت على وشك ان احسدهم .. ليس لانهم تركوا الالعاب وذهبوا الى الصلاة من تلقاء نفسهم .. بل لانهم عرفوا "دريم بارك" في عمري صغير كهذا .. !!

اعمارهم لا تتعدي الـ9 سنوات .. أي نصف اعمار اشخاص اخرين استمتعوا بـ Discovery والـ"ساروخ" كما يطلقون عليه وشوية العاب تانية .. اشخاص من المفترض انهم على قدر كبير من المسؤولية لانهم سيصبحون يوما ما اطباء .. يخدمون مجتمعهم و اهلهم ووطنهم وجيوبهم ايضا .. !!

في الاتوبيس راودتني نفس ذات الفكرة التي تراودني كل مرة اسافر فيها عندما انظر من الشباك .. في القطار او الميكروباص و حتى في ذلك الاتوبيس .. فكرة واحدة تاتيني عندما يمر بيت بجوارنا .. كم شخصا يعيش وراء هذه الجدران .. كم شخصا يحمل من القصص والروايات ما لا تكفيه مجلدات .. كم شخصا لديه امال وطموحات لربما تعدت كل الحدود لتصل الى حد الجنون .. وكم شخصا يحمل من الهموم كاتما اياها وراء هذه الجدران في حياة مملة اعتيادية هي اشبه ما تكون بحياة الماكينات الصينية .. والتي على استعداد ان تتوقف عن العمل في أي لحظة بدون سبب .. او قد يكون السبب اطلاق نار في قطار او حادث على طريق الشرقية او انفجار امام دور العبادة .. ؟؟

ووصلنا دريم بارك وتجاهلت هنا متعمدا ذكر رحلة الاهرامات .. لانها وبكل بساطة عبارة عن اشخاص من كافة دول العالم لديهم بعض المال الزائد وجاءوا ليلتقطوا صورا لقبور اشخاص ماتوا من الالاف السنين .. بينما لم يفكر هو نفسه في شئ يفعله ليجعل شخصا ما ياتي بعد الف سنة ليلقط صورة بجوار قبره .. ( عالم فاضية صحيح !! )

ووصلنا دريم بارك .. يقولون ان القاعدة الاولي في العاب دريم بارك ( ان لا تغلق عينيك ابدا في أي لعبة .. فستكون قد فقدت استمتاعك بها  كليا .. وكل ما ينوبك من اللعبة هو اهتزاز جسمك وخسارتك لعشرة جنيهات على الفاضي ) .. تقريبا لا تخلتف القاعد كثيرا في حياتنا .. فلا تغلق عينيك ابدا امام الحقيقة .. لا تكن جبانا .. ولا تدعهم يلعبون بك كما يشاءون .. حينها لن ينوبك الا اهتزاز جسمك ايضا لكن من الالم والمعاناة .. او من ضرب مأمور الشرطة القاسي .. ان لديه استعدادا ليجعلك تلحق بالسيد بلال – يرحمه الله – في أي لحظة .. !! نعم ان القاعدتان متشابهتان تقريبا باستثناء انك لن تخسر عشرة جنيهات في حياتنا العادية .. بل انك ستخسر اكثر .. !!





ووصلنا "دريم بارك" وترجمتها هي "حديقة الاحلام" .. اسم قد يوحي لك ان سترى ما لم تره في حياتك .. اضواء وزحام واغاني تصدر ضجيجا في كل مكان حتى لا تستطيع تمييز اغنية عن اخرى .. اشخاص يصرخون هناك .. واطفال اخرون يبكون هنا .. لا تكاد تلتفت حتى تجد شابان يتبادلان السباب وسط مشادة عنيفة بالايدي فوسط هؤلاء دخل الشيطان .. وبين هذا الولد والبنت جلس هو ايضا .. أي (ارض احلام) هذه .. انه كابوس .. بل كابوس مزعج جدا .. لكنك تؤمن في النهاية وبعد تجربتك لكل الالعاب انك استمعت جدا .. لا انكر هذا ..!! فقد استمتعت انا ايضا .. لكن هذا بالطبع لم يكن شعور الجميع .. !! لان أي عالم دخلته لكي تلعب وتلهو .. لا بد ان تخرج سعيدا ، لكن في عالم دخلته لتصبح شيئا .. وتصنع لنفسك مجدا .. لن تجد متعة هنا ولن تضمن الخروج سعيدا .. لا يغريك احد بقوله انه هذه ( ارض الاحلام ) ولن يغريك اخر بقوله ( ان البطالة 0 % ) او ان اقتصادنا ينمو يوما عن يوم .. او ان الامن مستتب .. !!

كما بدات مقالي .. بان هناك ناس فوق .. وناس تحت .. هناك من ينتظر دوره ليصعد فوق .. ومن جاء دوره لينزل .. اخرون خافوا وتراجعوا .. واخرون تشجعوا وجربوا .. لكن في الحقيقة لا يوجد هناك مجال لمقارنة "دريم بارك" بحياتنا اصلا .. ولا ادري لماذا جاءت تلك الفكرة في دماغي .. ان الوضع هنا في مصر مختلف قليلا .. فمن هو فوق سيبقى فوق ابدا ما دام حيا يرزق .. او الى ان ياتي قريبه او ابنه ليركب مكانه .. ومن هو تحت وفي الطابور .. راضي !! رضي بالوقوف منتظرا الفرج ..!! رضي بالسلبية .. وانا هنا قد ظلمت "السلبية" .. لان هناك نوعا منها قد ينتج شيئا ( وهو السلبية الكهربائية ) لكن تلك السلبية هي اشبه ما يكون بالحكم على نفسه بالموت حيا .. رضي بالذل .. وهكذا عاش به !!

في طريق العودة اثرت وضع الهيدفون .. والنوم بعد يوم طويل وشاق .. قضيته مع اصحابي كيوم لن انساه .. يوم جميل حقا .. والاجمل .. ليس اني كتبت هذا المقال مستوحيا فكرته من تلك الرحلة  .. وليس اني صورت ما يقارب 100 صورة هناك .. !! بل الاجمل اني لاول مرة في حياتي ادخل "دريم بارك" !! ولذلك كنت على وشك ان احسد الاطفال الذين عرفوا دريم بارك في عمر صغير كهذا .. للاسف انا عرفت دريم بارك في تانية كلية .. ولكني عرفت "ارض الاحلام" تلك في عمر صغير جدا ..!!