زي ما هتدخل زي ما هتطلع ..
لو مش فاضي شوف حاجة افيد تقراها
------------------------------------------
Powered By Blogger

الأربعاء، 16 فبراير 2011

من قلب جمهورية التحرير - الجزء الاول

في البداية احب اقول مبروك لشعب مصر ولكل المصريين الانجاز التاريخي اللي حققناه كلنا .. وان شاء الله هنكمل بيه وهنعمل اكبر نهضة تاريخية لمصر .. زي ما عملنا اكبر ثورة شعبية وشعبية بحتة في التاريخ .. الانجاز اللي اهدوه لنا شهداء الثورة بدمهم الشريف .. وكل اللي حققناه انا كنت شايف انه ( بعد توفيق من ربنا ) طبيعي جدا جدا من ناس زي اللي موجودين في ميدان التحرير لما تنزل وتشوفهم بعينيك .


جمهورية التحرير -  ودا اسم مشهور ليها وانا حابب الاسم دا .. وبصراحة اعتقد اني مش هلاقي مكان زي الجمهورية دي في العالم .. اعتقد انه ميدان التحرير هي مدينة جات من عالم الخيال وعاشت على ارض مصر لمدة 18 يوم بس .. علشان تهد حكم 30 سنة وعلشان تقول لكل واحد في العالم ادي مصر بجد .. ادي المصريين لما يجتمعوا على حاجة واحدة .. جمهورية التحرير اللي منعتني كل الظروف اني اروحلها في الاول وربنا قدرلي اني اوصلها في الاخر بالصدفة !!

انا كاتب على النوت دي ( الجزء الاول ) دا لاني ما اعتقتدش اني هقدر الم كل حاجة في نوت واحدة .. وبما اني عارف نفسي رغاي جدا جدا (دا بس من باب الاعتراف بالحق فضيلة) هحاول الخص شوية حاجات ، .. ومش هتكون مجرد حكاية وبس .. في حاجة مهمة جدا جدا اللي هي لقاءات مع سكان التحرير .. السكان الاصليين لمصر الحرة .. وهي محور الموضوع واللي خلاني ارجع من هناك عارف ومتأكد انه شعب زي دا وبالتفكير دا قادر باذن ربنا انه يعمل أي حاجة وانه محدش يقدر يفرض كلمته عليه .. وفي الاخر بس بلاش لا شير ولا كومنتات ولا حتى لايك على النوت .. براحتكم انا بس جاي افضفض !

اول حاجة انا نادرا ما اهتميت بالاحزاب او السياسة .. ولا اي حد من عيلتنا كان له اي تاريخ حزبي .. وكل الحكاية اني كان نفسي اروح من اول يوم 28 يناير التحرير بحكم انه سوهاج كانت عالم تاني خالص ومكنش في غير 200 واحد بيطلعوا يلفوا شوية في الشوارع ويمشوا ..

انا كنت رايح مدينة 6 اكتوبر في اجتماع خاص بمؤسسة خيرية كدة .. وبعدها لقيتها فرصة ما تتعوضش اني اروح ميدان التحرير لاني في 6 اكتوبر بيني وبين الميدان نص ساعة فقط .. والحمد لله روحت و من ناحية المتحف المصري وعلى بعد 500 متر كان الطريق مسدود بالجيش اللي بيعمل تفتيش سريع مع الكشف على البطاقة وبعدها تقرب من الميدان علشان تشوف مكان المجزرة التاريخية اللي كانت في يوم الاربع واللي كان بيسميها اهل التحرير ( الاربعاء الدامية – او موقعة الجمل ) عربيات محروقة ومقلوبة علشان تصنع جدار صد .. دا غير سور الحديد المعمول هناك والاسلاك الشائكة اللي حاططها الجيش في منظر يحسسك انك بتمر في شارع من شوارع غزة ولا منطقة قامت فيها الحروب لسنين ومخلصتش  !!


بعدها هتلاقي ست صفوف من الشباب ، بُعد كل صف عن التاني تقريبا مترين وظيفتهم هي (صف يشوف البطاقة وصف يفتش ) !! اول مرة اتفتش وابقى فرحان .. واول مرة تسمع كلمة ( البطاقة لو سمحت ! ) وعند اخر صف تفتيش تسمع ( معلش بس دا كله علشانكو ) !! ولو اخر صف اهمل في التفتيش تلاقي اللي بيتفتش يقوله ( لا فتشني كويس تاني وفتش أي حد داخل ومتتساهلش ) مع انه متفتش قبلها مرتين!! وبعدها تلاقي صور الشهداء مطبوعة في بوسترات كبيرة جدا .. تحتهم الشمع ومكتوب الاهداءات على صورهم .. واغلب الاهداءات ( دمكم مش هيروح هدر – باي حق قتل ! – في الفردوس ان شاء الله – هنجيب حقكم – انتم في قلوبنا .. ) في نص الميدان موجودة صور الشهداء متبروزة ومحاطة بسور خاص وحواليها كلها شموع وهناك كله بيدعي وبيقرا الفاتحة .. صور الشهداء وصورهم في كل ركن في الميدان .. علشان متنساش ابدا هما ماتوا لية .. وحقهم لازم يرجع .. ويتحاسب اللي ضيع شباب زي الورد واطفال زي دول .. استاذ محاسب دكتور محامي .. مصطفى الصاوي ومينا ناجي .. كل دول هتلاقيهم هناك عشان تفتكر انه النظام مكنش بيرحم حد .. ولا يمكن نسامحه ونسيب حقهم ..




وصلت هناك باليل ودا اللي خلاني اخد جولة جميلة في التحرير علشان اتعرف على المكان ، لفت نظري هناك مطعم كنتاكي .. مطعم كنتاكي كان مقفول طبعا ( زي باقي فروع الجمهورية ) ومقسوم لنصين .. نص مخصص (لرابطة فنانين الثورة ) لرسم أي لافتات او رسوم او حاجة خاصة بالثورة .. والنص التاني كان مخصص لصيدلية اسمها ( صيدلية يسقط الطاغية ) ودي صيدلية ميدانيه واحدة من صيدليات كتير هناك


صورة قدام كنتاكي


طيب اذا كان كنتاكي مقفول .. الناس دي بتاكل منين !! الجواب بسيط جدا ( بتاكل من هارديز ) !! بجد مش هزار .. مطعم هارديز هناك ( بعد تخريبه وتكسيره ) بقى مفتوح من قبل الشباب لتلقي كل انواع الوجبات وتوزيعها على الناس ( الوجبات كلها من نوع عيش وجبنة وحلاوة وطعمية وفول ) !! حتى المية بياخدوا القزايز الفاضية ويملوها ودايما في واحد بيعدي على الناس في الخيم ياخد القزايز ويستفيدوا منها تاني !! ولو جربت تديهم فلوس علشان يجيبوا اكل زيادة هيقولوا ( هنضحك عليها لو اخدنها .. لاننا هنا بنوزع بس .. اشتري بيها حاجة واحنا نوزعهالك ) !! دا غير الناس اللي بتدخل توزع اكل بمعرفتها وعادة بتكون ( تونة وعيش وكرواسون وباتية وكحك بالعجوة وبقسماط ) .. الاكل كله في التحرير مجاني ما عادا الكشري لانك بتجيبه من برة وعلشان كدة مسمين الكشري هناك ( كنتاكي ) ! وعلى فكرة اي باعة جوالة بيتمسكوا ويطردوا برة الميدان تماما

هناك هتلاقي ( حلاق الثورة ) ، وشاي الثورة –مجانا- ، ومركز شحن موبايلات الثورة مجانا ( وبالمناسبة مع كل شحن موبايل بتاخد مقطع تامر حسني وهو بيتطرد من ميدان التحرير على البيعة ) وهتلاقي مركز ( اضحك مع الثورة ) ودي فيها حوالي 20 نكتة متعلقين على الحيطة (وممكن تتبرع بنكتة وبكرة هتلاقيها مطبوعة في ورقة ومحطوطة هناك ) ، هتلاقي مقر ادباء الثورة .. وهناك هتسمع اشعار وقصائد كلها من قلب الثورة وتجمع كبير هناك ، هتلاقي مقر كاريكاتير الثورة ( اكتر من 75 كاريكاتير روعة مخصصة لمبارك والوزراء وثروتهم ) وهتلاقي في كل مكان شاشات عرض موصلة باجهزة لاب توب .. وعلى فكرة في لاب توب كتير جدا هناك –و آبل كمان - و اكتر من شبكة وايرلس مفتوحة مغطية الميدان كله تقريبا  


الخيم في الميدان واخدة اسماء كتيرة جدا ( منتجع ابناء كفر الشيخ – قصر المحلة الكبرى – شارع الشهيد الصاوي – فيلا الحرية .. ) عالم تاني منفصل تماما .. الغريب انه لوجود ازمة في دورات المياه هناك اجتمع سباكين ونجارين الثورة وبنوا ( بناء كامل من الخشب ) دورات مياة في قلب الميدان بتصب في فتحة من فتحات المجاري واطلقوا عليها اسم (الحزب الواطي ) .. الاغرب انهم بنوها في اقل من 24 ساعة .. !!

لابتوب وعيش حياتك

اما المستفى الميداني واللي موجود فيه عيادة اسنان مجهزة بالكامل (ما عادا اليونيت طبعا ) موجود هناك جهاز تعقيم ( اللي مستفى المنيا مكنش عندها واحد زيه من سنة !! ) ومواد حشو وكل حاجة لطب الاسنان دا غير كمية الادوية الضخمة الموجودة هناك وكلها مجانا .. حشو وخلع الضرس هناك (اللي عادة بيكلف كتير جدا برة) بيتم عمله مجانا في العيادة .. اما طاقم العيادة فهم من القاهرة وطنطا واغلبهم امتياز ورابعة وعملت معاهم حوار خاص هقوله في وقته .. وباقي العيادات في المستشفى زي كدة برده مجهزة بكل الادوية .. وكمان كان في اساتذة في الجامعة هناك مشرفين على المستشفى !!

التنظيم الرهيب هناك .. وبدون الحاجة الى وزارة او قائد ودا الغريب جدا جدا .. هناك موجود اربع اذاعات ، كل اذاعة عبارة عن منصة وعليها سماعات .. طول اليل شغالة تحميس او اغاني وطنية او اغاني اخترعوها فنانين الثورة .. و بالاضافة الي عروض ساخرة بتتقدم علي كل منصة عشان تفرفش الناس .. ولو في اعلانات مهمة بتتقال هناك ( عادة بيكون طالبين لجان شعبية على المداخل تقف تفتش من البنات والاولاد .. وبيطلب عادة رقم خيالي مثلا 500 راجل و 100 بنت .. !! لكن دايما بتلاقي الاعداد بتروح فعلا للحماية والتبديل مع بعض !! ) لو في بلطجية بيتم اطلاق انذرات بطريقة ظريفة جدا ومبتكرة وهيا الخبط على الحديد المحيط بالميدان او حتى التصفير وبعدين بتلاقينا كلنا نتجه الي ناحية الانذار علشان نامن المكان وبيكونوا مجمعين اكوام من الطوب اللي اترمت علينا في اول يومين ومحطوطين على جنب تجهزيا للدفاع بهم بس عادة بيطلع الانذار كاذب


دا طبعا غير الناس اللي لابسة جوانتي وبتضف الميدان ( كفاية تعرف انهم لابسين جوانتي دا دليل على انهم مجربوش الحكاية دي قبل كدة ) لجن النظافة تخضع برده لتنسيق منظم جدا جدا .. وتلاقيهم بياخدوا الورق من بين رجليك ويكنسوا كل حتى في الميدان بعناية رهيبة !! دا ناقص يمسحوا الميدان وهتلاقيه يلمع !!


لما جيت انام روحت الى ( فيلا 1 – شارع الشهيد الصاوي ) ودي قدام مجمع التحرير مباشرة .. هي اصلا "فيلا عبد الرحمن حبت" المقيم هناك 18 يوم .. في نفس الوقت بعض اصحابنا راحوا يناموا وينضموا مع المعتصمين قدام مجلس الشعب لان اتقال في الاذاعة انه عددهم قليل ولازم حد يروح يكترهم ويحميهم ، مجلس الشعب اللي احتلوه الثوار وشالو كلموا ( بوابة دخول الاعضاء ) وخلوها ( بوابة دخول الحرامية ) كان احد اهم مراكز الضغط على النظام دا غير المعتصمين قدام وزارة الصحة ومجلس الشورى وفي كل حتة تقدر تشل الحكومة تماما علشان تنفذ حقوقنا .. !!

باب مجلس الشعب بعد محاصرته

في اليوم دا كان في نقص في البطانيات .. فطلبوا مننا ان كل اتنين يناموا في بطانية علشان في ناس كتير جاية ومش معاها بطانيات.. وبالفعل بدا الكل يقسم البطانيات مع بعض .. الغريب انه اللي كان نايم جنبي انا معرفوش اصلا .. بس لما قام الصبح قبل مني .. راح مسك باقي البطانية واشتغل يدفيني بيها ويلفها كلها عليا .. !! انا معرفش هو مين لغاية دلوقتي .. بس هو دا نموذج فعلا من شباب التحرير !!


في الصبح احترت جدا .. لاني انا مش جاي علشان اتسلى .. او اتفرج .. ولا حتى انضم للجان الشعبية وبس لانه في غيري يسد .. ولا علشان امسك لوحة ولا علم واهتف في وش النظام .. وحسيت اني لازم اعمل حاجة مختلفة .. حاجة استفيد بيها وافيد بيها وتبقى حاجة جديدة .. ومفيش مكان احسن من جمهورية التحرير علشان تطلع فيه أي فكرة جديدة وتعمل اللي عايزه ، قررت ابدا حوار مع سكان التحرير .. وحاول اعرف الناس هنا تفكيرها ازاي .. نظمت نفسي .. ورقة وقلم وبدات الف على الناس .......... يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق