زي ما هتدخل زي ما هتطلع ..
لو مش فاضي شوف حاجة افيد تقراها
------------------------------------------
Powered By Blogger

السبت، 22 يناير 2011

الحمد لله .. جبس وشمع ..



الدكتور عمر مجاهد المصري .. والدكتور وليد مجاهد المصري .. طبيبان امتياز بكلية طب اسيوط .. قضيت معهم يوما لن انساه في اكبر مجمع مستشفيات على مستوى الصعيد وهو مستشفى القصر الجامعي باسيوط ، قابلني ثانيهما الدكتور وليد بكلمته "انا كان نفسي اكون دكتور اسنان والله .. بس في البيت محدش رضي.." .. رددت عليه ممازحا " يا عمي اسنان مين بس .. دا احنا شغالين في الجبس والشمع ورايحين جايين شايلين شنطة سباكين كدة .. وحالتنا تصعب على الجعان .. احمد ربك انك في طب .. واهو كله في الاخر دكتور يعني" صدقوني .. ان كان امله ان يدخل طب اسنان قبل ان يرى كلية الطب .. فانا متأكد انه شعر بانه ندم اكثر و اخطئ فعلا لعدم اختياره طب اسنان بعد قضاءه اكثر 6 سنين في كلية الطب البشري .. !!



جولة في تلك المستشفى كانت كافية لتفهمني كلماته .. قضى معي تلك الجولة اخاه الدكتور عمر .. اخذ يحدثني باشتياق عن امله في ان يكون احد اكبر المختصين في مجال طب الاشعة .. ويحدثني عن اهميته وعن اجراء العمليات الخطيرة كقسطرة القلب مثلا بكل سهولة عن طريق الاجهزة وبدون أي جراحة .. وكلام كتير كدة وانا (بصراحة يعني) عملت نفسي فاهم وخلاص ..

المهم هنا هي الجولة نفسها .. لم تكن تلك جولة سياحية او حبا في كلية الطب .. بل كان غرضنا قريب مريض لنا في المستشفى وشوية ورق بنخلصه، لكن الامر تطور الى جولة بجميع الاقسام تقريبا، قضيت ان وهو هذه الجولة بحجة انهاء الاوراق .. لكن تلك الجولة كادت ان تنهي انفاسي مما رأيت .. لا ادري بعدما يتعب المرء في كلية كهذه 6 سنوات ونصف السنة .. كيف يتركها ليصبح محلل كرة قدم كـ"علاء صادق" او ممثل كعزت ابو عوف .. !! حقا وله في خلقه شؤون .. !!

بداية استفتحنا والبداية خير .. بالقسم النفسي .. !! لن انسى ما رأيت هناك .. كل تخيلي عن المرضى النفسيين صورتان .. والاثنان من الافلام السينمائية .. الصورة الاولي من الافلام العربية .. ويكون فيها المرضى النفسيين ( هبل وعبط ) بضم الهاء والعين .. ويتراقصون على انغام الموسيقى التصويرية .. ويحولون اعينهم .. وبالطبع يكون البطل مزجوجا وسطهم في مهمة سرية وخطيرة ..

اما الصورة الثانية فمستوحاة من الافلام الغربية .. ويكون فيها الطبيب النفسي يمتلك افخم عيادة ويلبس احلى لبس ولا يلبس البالطو .. ويدخل المريض النفسي عنده فيدعوه للجلوس على اريكة انيقة جدا .. ويقول له .. ( حكي ما عندك .. قل .. بوح بكل ما في صدرك ..) فيجلس المريض النفسي ليحكي له عن مأساته كلها .. ولا باس ان يزروه اسوعيا وعادة ما يصبحان اصدقاء ايضا .. !!

لكن ما رايت هنا كان شئيا اخرا .. هل رايت رجلا يبلغ من العمر 40 سنة يبكى ويبكى وفجاءة يضحك ؟؟ وهل رايت رجل اخر يقترب من السور الشائك .. ويقول لك ( سيجارة .. ابوس ايدك .. العبد الفقير الى الله عايز سيجارة .. ) ثم يبكي ايضا .. !! في الحقيقة هذا اخف شيئا رايته و لا اريد ان اقول اكثر من هذا فهناك العديد من الحالات الاكثر تاثيرا قد مرت على كثير من الاطباء او طلبة الطب .. !! وفعلا.. تخرج من هذا القسم لتقول كلمة واحدة .. الحمد لله .. نعم فالحمد لله على نعمة العقل وحسب ..


تمر بعد ذلك بوحدة الكلى الصناعية .. هاهو جهاز ضخم ورجل يرقد بجواره .. ولو تم فصل هذا الجهاز .. لودع الحياة في خلال ساعات بعد الم شديد .. جهاز من المفترض انه يعطيه حياة .. ولكنها حياة اقرب الى الموت .. فاي حياة تلك على سرير دائم !! وشخص مكتوف الايدي غير قادر حتى على ان – اعزكم الله – يقضي حاجته بنفسه .. !! نساء .. رجال .. بل واطفال .. ان هذا المرض لا يرحم احدا .. ولا يميز ايضا .. عافنا الله واياهم .. لا لا .. علي ان امر سريعا من هنا .. تركت هذا القسم مرددا نفسه الكلمة .. الحمد لله ..

هنا وبمجرد اقترابي من هذا القسم عرفته .. عرفته من دون ان اقرأ اسمه .. فقد عرفته من (صويت) النساء التي في الخارج .. وبكاء الرجال .. ولمة كبيرة جدا .. انه قسم جراحة القلب والقسطرة .. قسم خطر جدا .. حتى وان كان ضحايا حوادث الطرق قد تعدوا ضحايا الجراحات الخطيرة في مصر !! لكنه يبقى احد اخطار اقسام الطب على الاطلاق ، لن استطيع بالطبع ان ادخله .. فهناك العديد من اقارب المرضى لم يستطيعوا هم ان يدخلوا لاقاربهم .. وفي الحقيقة لم اكن محتاج لهذا .. فقد اكتفيت بما رأيت خارج القسم، من كثرة الناس الذين هم اقارب المتوفي (يرحمه الله) يتضح لك بسهولة كم كان محبوبا وسط اهله .. كم كان عزيزا، لكن هل كان مستقيما ؟ جاءني الجواب سريعا حينما سمعت احد اقاربه يقول لهم مصبرا اياهم ( كفاية انه اتشاهد يا جماعة .. لا اله الله الله ) .. الحمد لله انه قالها واني علمت ذلك ايضا .. وعسى الله اني يتغمده برحمته .. ويصبر اهله ، هنالك تركت هذا القسم .. تركته وعلى لساني كلمة واحدة .. الحمد لله

مستشفى الاطفال .. !! توقفت .. فهنا ساعلن استسلامي .. وسالزم حدودي .. لن استطيع ان ارى طفلا مريضا بمرض ما .. وانا اصلا لا اقوي على مشاهدة شخصا راشد قد ابتلاه الله بنفس المرض .. !! الاطفال سيظلون نقطة ضعفا كبيرة في حياتي .. فيكفيني ما رايت في تلك السنوات السابقة .. والحمد لله على كل حال ..

هنا ياتي دور اقسام اخرى .. الباطنة .. العظام .. الاشعة .. في كل مكان تتكرر نفس المشاهد لأناس قطعهم الالم .. وهناك تجد قسم الطوارئ .. هناك تجد الدم يسيل بل هوادة .. واعلانات التبرع بالدم لا تتوقف خارج القسم، انا لا اذكر فصيلة دمي ولذلك لم ابدي أي اهتمام بالامر، من قسم لاخر .. ومن مستشفى لاخرى .. احترنا ، بل وجوعنا ايضا !! وللامانة في نقل الاحداث فقد مررنا بالكافتيريا الخاصة بالمجمع قاصدين ان ناخذ شيئا يسد الجوع .. لكن بالمناسبة لا انصح احدا ان يشتري منها شيئا اطلاقا .. (اتلاقا .. ايوة اتلاقا ..).. !!

في النهاية انهينا الورق المطلوب منا .. وانهيت معه أخر قطرة عرق تصببت من جبيني .. وخروجا من ذلك العالم المظلم .. لم انسى بالطبع ان احيي الطبيبان عمر ووليد على هذا اليوم الشاق .. وعلى هذه الجولة التي خرجت منها بشئ واحد .. وهو ان الزم قولي الحمد لله دائما وفي كل حال .. خرجت وانا انظر من زجاج السيارة الى تلك القلعة المظلمة .. قلعة تكتم ورائها العديد من الاهات والصرخات .. في عالم اصبح في الصحيحون الخالون من الامراض قلائل .. و(يتعدوا على صوابع الايد ) !!

خرجت من هذه العالم قائلا الحمد لله انني في طب اسنان .. مستشفانا لا تكاد تري فيه الا قطرات دم قليلة .. وان تطور الامر (بنج وخلص نفسك ) !! من يذهب الى طبيب الاسنان يدخل والالم يكاد ان ... يعني يكاد انه .. خلاص يعني .. فاهم انتا !! بس والمهم ... انه سوف يخرج من عنده لا يشكو أي الم .. وهذا بالطبع في حالتين : ان تكون طبيب اسنان (استورة) من (الاساتير) الرومانية في مجال الاسنان .. وايديك تتلف في (مناديل فاين) .. او الحالة الثانية انك تخلعله كل اسنانه الكويسة والمسوسة ، دائما ما كان يستهزء بي اصحابي قائلين ( انه دكتور الاسنان بيعمل دماغه بدماغ سوسة ) طيب والله السوسة ارحم ما اعمل دماغي بدماغ "روح" في ايدي، وفي الصعيد هنا .. روح المريض وروحك .. في ايد اهل المريض !! بالعربي (يا تعيشه عيشة فل .. يا نموت احنا الكل) الحمد لله فعلا .. الحمد لله اني دكتور اسنان .. واخري "سوسة" وجبس وشوية شمع .. وان شاء الله ابقى اسنانجي اد الدنيا .. وابقى نازل احشي طالع اخلع .. بس دا لما اعرف اعمل Carving  كويس الاول .. !! وربنا يخليني لمصر .. ودمتم سالمين ..

السبت، 15 يناير 2011

فوق وتحت




حسنا دعنا نقول انها كانت رحلة جيدة نوعا ما .. هذا طبعا بغض النظر على ان نصف الالعاب في دريم بارك فاتتني .. وقد كنت مستاءا جدا في ذلك الوقت .. لكني بالطبع لكن اكتب اليوم مقالا اصف فيه الرحلة او دريم بارك او حتى الاتوبيس الذي كان يحوي هيكله الخارجي ثقبا كبيرا جدا .. وكراسيه غير مريحة بالمرة .. طبعا .. !! فماذا تتوقع من اتوبيس مكتوب عليه ( جامعة المنيا ) ؟؟

متعة الجميع في الرحلة كانت الرحلة نفسها .. ففي الاهرامات .. اللي عايز يركب حصان ( حصان يا باشا .. ) او ( جمل يا بيه .. ) لو فيه تكتك كنت هاخده مش مشكلة برده .. وطبعا كان هيمشي ما بين صخور الاهرامات بسهولة .. دا بيمشي في شوارع سوهاج زي الفل .. مش هيمشي في الاهرامات ؟؟ لكن وسط كل هذه الاجواء اكتفيت انا بالتصوير .. ويا لها من متعة بالنسبة لي .. حقا انا مدمن على الكاميرا .. وينطبق علي مقولة ( الكاميرا هي عيني الثالثة .. ) !!

(دائما هناك ناس فوق .. وناس تحت ) مهلا .. انا لا اتكلم هنا بلسان "بلال فضل" واصفا حال مصر .. لا ..!! انا اتكلم عن دريم بارك .. نعم .. دائما هناك ناس فوق وناس تحت .. ناس بتلف بيهم الدنيا .. وناس قاعدين بياكلوا بيتزا تحت .. هناك .. وفي ليلة رأس السنة كان يتواجد بدريم بارك ما يقارب من 10 الاف شخص او اكثر .. ومسجد لا تتعدى مساحته 7 في 7 امتار .. !! يتسع فقط لما يقارب من 35 شخص على الاكثر .. وهم فقط المتواجدون في اوقات الصلاة .. ابهرني جدا الاطفال الذين كانوا يتركون كل الالعاب .. ويذهبون ليؤدوا صلاة المغرب مثلا .. اطفال في غاية الروعة والشياكة .. اطفال كنت على وشك ان احسدهم .. ليس لانهم تركوا الالعاب وذهبوا الى الصلاة من تلقاء نفسهم .. بل لانهم عرفوا "دريم بارك" في عمري صغير كهذا .. !!

اعمارهم لا تتعدي الـ9 سنوات .. أي نصف اعمار اشخاص اخرين استمتعوا بـ Discovery والـ"ساروخ" كما يطلقون عليه وشوية العاب تانية .. اشخاص من المفترض انهم على قدر كبير من المسؤولية لانهم سيصبحون يوما ما اطباء .. يخدمون مجتمعهم و اهلهم ووطنهم وجيوبهم ايضا .. !!

في الاتوبيس راودتني نفس ذات الفكرة التي تراودني كل مرة اسافر فيها عندما انظر من الشباك .. في القطار او الميكروباص و حتى في ذلك الاتوبيس .. فكرة واحدة تاتيني عندما يمر بيت بجوارنا .. كم شخصا يعيش وراء هذه الجدران .. كم شخصا يحمل من القصص والروايات ما لا تكفيه مجلدات .. كم شخصا لديه امال وطموحات لربما تعدت كل الحدود لتصل الى حد الجنون .. وكم شخصا يحمل من الهموم كاتما اياها وراء هذه الجدران في حياة مملة اعتيادية هي اشبه ما تكون بحياة الماكينات الصينية .. والتي على استعداد ان تتوقف عن العمل في أي لحظة بدون سبب .. او قد يكون السبب اطلاق نار في قطار او حادث على طريق الشرقية او انفجار امام دور العبادة .. ؟؟

ووصلنا دريم بارك وتجاهلت هنا متعمدا ذكر رحلة الاهرامات .. لانها وبكل بساطة عبارة عن اشخاص من كافة دول العالم لديهم بعض المال الزائد وجاءوا ليلتقطوا صورا لقبور اشخاص ماتوا من الالاف السنين .. بينما لم يفكر هو نفسه في شئ يفعله ليجعل شخصا ما ياتي بعد الف سنة ليلقط صورة بجوار قبره .. ( عالم فاضية صحيح !! )

ووصلنا دريم بارك .. يقولون ان القاعدة الاولي في العاب دريم بارك ( ان لا تغلق عينيك ابدا في أي لعبة .. فستكون قد فقدت استمتاعك بها  كليا .. وكل ما ينوبك من اللعبة هو اهتزاز جسمك وخسارتك لعشرة جنيهات على الفاضي ) .. تقريبا لا تخلتف القاعد كثيرا في حياتنا .. فلا تغلق عينيك ابدا امام الحقيقة .. لا تكن جبانا .. ولا تدعهم يلعبون بك كما يشاءون .. حينها لن ينوبك الا اهتزاز جسمك ايضا لكن من الالم والمعاناة .. او من ضرب مأمور الشرطة القاسي .. ان لديه استعدادا ليجعلك تلحق بالسيد بلال – يرحمه الله – في أي لحظة .. !! نعم ان القاعدتان متشابهتان تقريبا باستثناء انك لن تخسر عشرة جنيهات في حياتنا العادية .. بل انك ستخسر اكثر .. !!





ووصلنا "دريم بارك" وترجمتها هي "حديقة الاحلام" .. اسم قد يوحي لك ان سترى ما لم تره في حياتك .. اضواء وزحام واغاني تصدر ضجيجا في كل مكان حتى لا تستطيع تمييز اغنية عن اخرى .. اشخاص يصرخون هناك .. واطفال اخرون يبكون هنا .. لا تكاد تلتفت حتى تجد شابان يتبادلان السباب وسط مشادة عنيفة بالايدي فوسط هؤلاء دخل الشيطان .. وبين هذا الولد والبنت جلس هو ايضا .. أي (ارض احلام) هذه .. انه كابوس .. بل كابوس مزعج جدا .. لكنك تؤمن في النهاية وبعد تجربتك لكل الالعاب انك استمعت جدا .. لا انكر هذا ..!! فقد استمتعت انا ايضا .. لكن هذا بالطبع لم يكن شعور الجميع .. !! لان أي عالم دخلته لكي تلعب وتلهو .. لا بد ان تخرج سعيدا ، لكن في عالم دخلته لتصبح شيئا .. وتصنع لنفسك مجدا .. لن تجد متعة هنا ولن تضمن الخروج سعيدا .. لا يغريك احد بقوله انه هذه ( ارض الاحلام ) ولن يغريك اخر بقوله ( ان البطالة 0 % ) او ان اقتصادنا ينمو يوما عن يوم .. او ان الامن مستتب .. !!

كما بدات مقالي .. بان هناك ناس فوق .. وناس تحت .. هناك من ينتظر دوره ليصعد فوق .. ومن جاء دوره لينزل .. اخرون خافوا وتراجعوا .. واخرون تشجعوا وجربوا .. لكن في الحقيقة لا يوجد هناك مجال لمقارنة "دريم بارك" بحياتنا اصلا .. ولا ادري لماذا جاءت تلك الفكرة في دماغي .. ان الوضع هنا في مصر مختلف قليلا .. فمن هو فوق سيبقى فوق ابدا ما دام حيا يرزق .. او الى ان ياتي قريبه او ابنه ليركب مكانه .. ومن هو تحت وفي الطابور .. راضي !! رضي بالوقوف منتظرا الفرج ..!! رضي بالسلبية .. وانا هنا قد ظلمت "السلبية" .. لان هناك نوعا منها قد ينتج شيئا ( وهو السلبية الكهربائية ) لكن تلك السلبية هي اشبه ما يكون بالحكم على نفسه بالموت حيا .. رضي بالذل .. وهكذا عاش به !!

في طريق العودة اثرت وضع الهيدفون .. والنوم بعد يوم طويل وشاق .. قضيته مع اصحابي كيوم لن انساه .. يوم جميل حقا .. والاجمل .. ليس اني كتبت هذا المقال مستوحيا فكرته من تلك الرحلة  .. وليس اني صورت ما يقارب 100 صورة هناك .. !! بل الاجمل اني لاول مرة في حياتي ادخل "دريم بارك" !! ولذلك كنت على وشك ان احسد الاطفال الذين عرفوا دريم بارك في عمر صغير كهذا .. للاسف انا عرفت دريم بارك في تانية كلية .. ولكني عرفت "ارض الاحلام" تلك في عمر صغير جدا ..!!


الاثنين، 10 يناير 2011

جو بارد ... بارد برود !!






لم يعد لي ميل كبير في الايام الاخيرة لنشر كل ما اكتب في المدونة .. مع تقديري لها .. او لربما لعدم توفر وقت كافي للكتابة .. لكن يبدو اني عدت الى عادتي القديمة .. احتفظ بأشيائي لنفسي .. لكن كتبت هذا المقال ونيتي ان انشره في كيبورداية .. لاني الموضوع الذي سأتكلم عنه هو عادي جدا .. ساتكلم عن " الجو " .. ؟؟

نعم .. الطقس غريب هذه الايام .. البرودة شديدة جدا .. وصلت درجة البرودة في سكني ( المنيا ) الى ( اربع قطع هدوم تقيلة شتوي ) فوق الجسم .. فان كانت درجة الحرارة تقاس في النشرات الجوية بـ " السليزيوس " فانها تقاس بالملابس في قانوننا المحلي داخل السكن ، صدقوني لا  اكذبكم خبرا اذا قلت اني لم اعد اصدق تلك السيدة الانيقة التي تقف وورائها شاشة كبيرة بها خارطة مصر لتحكي لنا اشياء ليست لها صلة بالواقع عن حالة الطقس غدا ، قائلةَ "الجو سيتحسن غدا مع شمس دافئة.. وجو بارد ليلا .. !!" في الحقيقة لم ار الشمس في هذا اليوم حتى .. اما الليل فمن الطبيعي ان يكون باردا (ما جبتيش جديد يعني .. ) .

لكن لا يقع عليها اللوم اذا صدقتها وخففت من لبسي في اليوم التي تنبأت هي فيه ان الجو سيكون دافئا .. ومن ثم اصابني ( دور انفلونزا محترم ) جعل عيني تذرف دمعا (عمال على بطال .. ) من شدة الزكام وكاني فقدت حبيبا لدي !! ، لكن اللوم يقع علي انا .. نعم .. فمن هي حتى اصدقها !! .. (قريبتي يعني .. ولا تعرفني منين علشان تخاف على مصلحتي .. !! ) انا لا اعرفها .. وهي تقول ما يكتب امامها مع الاشارة الى الشاشة وحسب .. هيا نفسها قد لا تصدق ما تقول اصلا .. ولكنها موضة .. !! نعم موضة ان تقول كلاما وانت موقنا في نفسك انك (تخدع نفسك ) وانك بينك وبين نفسك (كاذب ) !!

فلا عجب ان تجد على شاشة القناة الاولى ( واحدة ) بكامل الميك اب الخاص بها والذي يعطيك شعور كانما ضربت وجهها في الخلاط مع اضافة بعد (اللينسيز) ليكمتل التزورير في شكلها .. وتجدها تقول .. (لازم يكون الواحد عنده ثقة في ربنا .. وقدرنا نرضي بيه .. واللي يريده ربنا هيكون .. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - (حديث قدسي) : انا عند حسن ظن عبدي بي .. ) حديث جميل رائع .. وطريقتك جميلة .. لكن كيف اصدقك .. كيف وانا لا ارى فيكي أي اثر لاتباع الرسول فعلا ..

وشاء الله ان وضعني في وسط العديد من الشخصيات المماثلة .. تجد احدهم يفعل ويقول .. ويضاهي فيما يفعله اولاد الشوارع .. و لم يعط أي تقدير لكونه طبيبا مستقبليا .. ومن ثم يدخل الى مواقع الانترنت الاجتماعية ليضع دعاءا دينيا رائعا !! اذن كيف .. ومن اصدق اذن .. ؟؟ الشخصية الحقيقة الواقعية .. ام الشخصية المرسومة المزخرفة والتى تمثل بـ(صورة رمزية ) على الانترنت .. !!

لماذا على ان استمع الى اشخاص في احد الجمعيات الخيرية يتحدثون عن اتقان العمل .. والاخلاص .. وحب الله .. وهو قد لا يراعي اقل الحقوق تجاه الله –عز وجل– كالصلاة مثلا .. !! او ان اخلاقه خارج نطاق هذه الاجتماعات والندوات تنافي كل شئ .. !!

تجد المغني الفلاني ( عادة ما بحبش فلاني دي .. تحسها كدة زي الفول السوداني .. ) ما علينا .. تجده يصدر افلام وكليبات ذات إيحاءات منافية للاداب بكل المقاييس .. ويعلم الشباب احرف سبل المعاكسات في افلامه ( وهم مش محتاجين يتعلموا اصلا .. ) وبعد ذلك قد ينتج لك البوم ديني .. او قد يبهرك في لقائه بالعديد من الكلام عن الدين .. والذي لا تصدق ايضا انه يخرج من نفس الشخص الذي ذكرناه سابقا .

كلنا مؤمنون انه الله اعلم بالنفوس .. وهو اعلم بالنوايا .. ولربما كان أي شخص مما ذكرنا سابقا هو اتقى اهل الارض .. او ان مكانته عند الله عالية .. ولربما ختم الله له بخاتمة صالحة .. وختم لنا (اعوذ بالله ) باي شئ اخر .. ؟؟ ( وهو عليم بذات الصدور .. ) صدق الله العظيم .. وحديث الرسول ( هل شققت عن قلبه .. ) .. لكنها تبقى مشكلة متكررة .. ونجدها في كل مكان ومشكلة (بايخة) لانك لا تجد حل لها .. ولا تستطيع إسداء النصيحة حتى .. !! حقا لقد احترت .. واحتار امري .. و (جبت اخري .. )

في النهاية قد توصلت الى حل بسيط قد ساعد في فك بعض الغاز هذه المشكلة بالنسبة لى .. وهو ان المشكلة كلها في ( انا .. شخصيا .. ) !! نعم فما كان يجب على الاعتقاد منذ البداية ان هؤلاء ملائكة من السماء .. بل انهم سيخطئون يوما ما لا محالة .. حتى لا اتفاجئ او لا اصدم ، لكن (ان جيت للحق يعني ) قد اتوقع ان هذا الشخص يخطئ في حق شخصا ما, او ان يذل لسانه بكلمة غير لائقة، او ان اعرف عنه اشياء تعيبه وقد انتهى منها، لكن لا اتوقع منه تصرفا ( ينافي تمامــــــــــــا ) ما يفعله !! ولهذا كان من الطبيعي ان لا اصدق صدور هذين التصرفين المتناقضين تماما من شخص واحد .. !! .. لكن حقا منذ الان فصاعدا ساضم القاعدة التالية الى قوانيني في التعامل مع الناس .. وهي "توقع (أي شئ)" .. أي شئ من شخص لا تعرفه .. او كل علاقاتك به هي ( السلام عليكم .. ازاي الصحة .. عامل اية  ؟؟ ) !!

فكما لا تهتم مذيعة الطقس بصحتي .. وكل ما يهمها هو ( شوية الفلوس بتوع الحكومة ) .. ولا يفرق معها ان اخذت دور برد .. او دورين تلاتة حتى .. او بنيت عمارة كاملة وطلعت للسادس .. !!

تعليقي على من ملأ صحيفته بالمعاصي .. قبل ان يملا صفحته الشخصية بالـ(جيرل فيريندز ) .. ويكتب فوقها دعاء (اللهم اني ....) سيكون هو (امين..!!)

ساصدق المغني السوداني .. واتمنى له كل الخير .. وساملأ القاعة بالتصفيق الحار لرئيس الاجتماع المفوه بالجمعية .. واكتفي بهذا وحسب .. لان الطقس بارد جدا .. والجو دا برده بارد اوي .. بارد برود !! ومن الان فصاعدا .. ساتوقع أي شئ .. اي شئ !!