زي ما هتدخل زي ما هتطلع ..
لو مش فاضي شوف حاجة افيد تقراها
------------------------------------------
Powered By Blogger

الخميس، 22 سبتمبر 2011

شريحــة !!

قد يتبادر إلى ذهنك العديد من الاحتمالات عندما تقرأ عنوان هذا المقال ، فكلنا نذكر تلك الكلمة منذ ايام الرسوم المتحركة والتي يستمتع فيها دائما ابطال المسلسل في نهايته بتناول "شريحة" اللحم المقدد .. ولا ادري حقا لما لم نجرب قط ان نسأل ما معنى المقدد !! قد يتبادر الى ذهن البعض انه مقال سياسي يواكب الموجة التي تمر بها البلد الان ، فقد اتكلم عن شريحة من شرائح الشعب المهضومة او المعدومة او الموكوسة .. اهي كلها شرايح وخلاص ! احتمال اخر قد يرد على اصحابنا ساكني الشوارع ان يدور هذا المقال على بطولات الاسطورة "فتحي شريحة" الذي تلاعب بالحي كله واسمه على كل لسان .. لكن يبقى سؤال هام .. هو انت عرفت منين "فتحي شريحة" ؟؟

هنا يبقى احتمال اخير وهو ذاك الذي توارد الى ذهنك في بداية المقال ولكنك سرعان ما انكرته بداعي "هل من المعقول ان يكتب احدا مقال عن شريحة؟" لكن لما لا ! نعم انا اعني تلك الشريحة SIM التي نعرفها نحن جميعا ولا استغناء عنها تقريبا في حياتنا اليومية .. نعم عزيزي القارئ ما سأكتبه الان يدور عن شئ يباع الان على الارصفة بمبلغ وصل الى جنيها واحدا ، لكن لا تنسى ان تلك القطعة البلاستيكية الممغنطة التي لا يتعدى حجمها حجم الظفر قد يسبب تعطلها كارثة حقيقة لاحد ما .. وقد تكون دليلا مهما في جريمة جنائية معينة .

لربما حصلت عليها عن طريق نجاحك في الثانوية العامة .. حينما لم يكلفك الامر حينها غير صورة من البطاقة او شهادة الثانوية فحسب ، او لربما حصلت عليها كخط مفتوح للاستخدام الرسمي في العمل .. ويتركونك لضميرك اذا استخدمتها بعد منتصف الليل تناقش كل ما حصل في العالم مع احدهم او بمعنى اصح .. مع احداهن !! لا يهم كيفية حصولك عليها بقدر اهميتها عندك بعد شهور من الاستخدام .. لا تعلم حقا ما السحر الذي تلقيه او ما هذا الذي تفعله بذلك الجهاز الصغير (الموبايل) ليجعلك تدرك مشارق الارض ومغاربها بضغطة زر واحدة !! فهي تحفظ بداخلها عدد لا بأس به من الاسماء والارقام بالاضافة الى انها تتعامل كعقل اليكتروني مصغر لارسال واستقبال البيانات أيا كان نوعها ، ترسل كم كانت مدة مكالمتك تلك وتخصم من رصيدك وتبلغك بما تبقى منه .. تترجم تلك الرسالة النصية لتوصلها بعناية الى احد اقربائك في امريكا في ثواني .. وحاليا وفي الجيل الثالث منها اصبحنا نراها ترسل وتستقبل كل اشكال البيانات والاتصالات المرئية ، كما انها تفتح عالم الانترنت لك بدون حدود بسرعة خيالية اعتقد انه سيصيبني خلل ما في وظائفي الدماغية اذا شاهدت معدل السرعة عند احد مستخدميها !!

هذا يذكرك بشئ عجيب حقا عندما كنا نطالع مسلسل "الباور رينجرز" ويصيبنا الغيثان عن تلك الشريحة التي يجب ان يحصلوا عليها ولا فان العالم كله سيتدمر بالكامل من جراء خطة تمت حياكتها بدقة بالغة بحيث لا يدعون مجالا للخطأ سوى تسرب تلك الشريحة الى احدهم !! لا ادري لكن دائما ما يتمثل الشر في انه يرغب بتدمير الكرة الارضية لسبب لا اعلمه وليترك في ذهني سؤال ملحا .. اذا تدمرت الكرة الارضية فأين سيذهب هذا العبقري الخطير صاحب الخطة ليعيش .. المريخ مثلا !! قصة تكررت في الافلام الامريكية ولا تزال تتكرر الى يومنا هذا والعجيب انه لم يتطرق اليها أي فيلم مصري قط .. الا اذا اعتبرنا فيلم شارع الهرم ذا الدخل الرهيب والغير متوقع يناقش تلك المشكلة باسلوب غير مباشر .. اصل دا "فن هادف" بعيد عنك .. او ان شئت فقل "فن هادم" !

حسنا لندع ذلك الفاصل السينمائي جانبا ونعود الي حديثنا عن تلك الشريحة .. وهي التي تصبح لا شئ بمجرد كسرها او حتى مجرد ثنيها .. او أي محاولة لكشط الجزء الذهبي منها سيجعلها قطعة بلاستيكية لا تتجاوز اهميتها حجمها !! وترى رسالة على موبايلك قائلة لك .. "من فضلك ادخل البطاقة" على صغرها .. رقتها .. وتعقيدها .. الى انها قد تأخذك الى عالم اخر من التفكر .. كم من الاشياء الصغيرة جدا في حياتنا قد يؤدي اختفاؤها الى كارثة حقيقية !!

ابتدءاً من اصبع الابهام الذي بفقدانه تفقد يدك ما يقارب الـ60 % من اهميتها ومرورا بكل شئ في جسدك .. عينيك .. لسانك .. عقلك .. انتهاء الى قلبك .. تلك المضغة التي اذا صلحت !! "اذا صلحت" دليل على انها عرضة دائما لمحاولة الخراب او الكسر او تعريضها لكشوط سوداء من تلك التي نعرفها جميعا وهي كافية لتحويله الى "حجر" غير صالح للاستخدام !! .. هناك العديد من الاشياء الصغيرة التي قد تمتلكها ولا تحس بها .. او ولدت بها .. او لم تواجه معاناة في الحصول عليها ولا حتى صورة من شهادة الثانوية !! لكن تلك الاشياء بدونها قد تقع حياتنا ويصبح من الصعب عودتها الى مكانها الطبيعي .. لكننا للاسف لن نحس بهذا الاشياء الا اذا فقدناها .. حينها تنظر حائرا الى تلك الشاشة الصغيرة لترى رسالة تقول " من فضلك ادخل البطاقة" !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق