زي ما هتدخل زي ما هتطلع ..
لو مش فاضي شوف حاجة افيد تقراها
------------------------------------------
Powered By Blogger

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

مياه النيل ليست سوداء


تعجبني جدا طيبة الاستاذة / امل مسئولة النشاط بالكلية ، فهي طيبة جدا جدا الى ابعد الحدود وقد طلبت من صديقي ( حلوة صديقي دي ) عبد الرحمن ان يرسم لوحة بالرصاص بعدما ابهرها بصور لوحاته على موبايله ، فاخذت تشدد عليه ان يسلمها في المعاد وان لا يقدم أي عذر ، وتحس من طريقتها انها تنافس على بطولة عالمية مثل " الدورة الرمضانية للبلي  مسافات طويلة " واذا كنت لا تعرف البلي فهي جمع - بلية – ايوة هيا ام 5 بربع دي !!

بعد ان انهت كلامها مع عبد الرحمن توجهت لي قائلة باسلوب هادي انها تطلب فيلما مخصصا لمسابقة اخري ، وموضوع الفيلم هو " مصر بين الامس واليوم " ؟؟ ، كان تلقائيا مني ان اقول لها .. " ودا هقول فيه اية ان شاء الله .. ؟؟ " طبعا تفهمون قصدي .. ونظرت انا الى عبد الرحمن الذي قال في تلقائية هو الاخر معقبا " هينخع يعني يا استاذة  ؟؟ " فردت الاستاذة امل " لا طبعا احنا اتقدمنا في حاجات كتير ودور هتلاقي و .. و .. ما تودوناش في داهية بقى " كان تعقيبها هي الاخرى قضى علينا من الضحك .. بعدها قلت " يعني من اولها كدة هكدب .. طيب واية الشروط " فردت ان الفيلم لا تقل مدته عن 20 دقيقة وباحترافية .. !!

20 دقيقة ؟؟ ان اطول فيلم خرج من تحت يدي كانت مدته 11 دقيقة ، وقد كلفني اسبوعين من العمل المتواصل ، فيكيف يطلب مني ( وانا في زنقة امتحانات ) فيلم 20 دقيقة عن شئ انا غير مقتنع بيه بالمرة ، اذا قدر الله لي وتحدثت عن مصر في فيلم ما .. اعتقد انه لن يكون من المقدر لي متابعة الفيلم مع لجنة التحكيم حتى النهاية .. لان ساعتها ساكون قد انخطفت في وسط الفيلم الى عالم اخر لا تسمع فيه سوى " الله يخليك يا باشا ابوس ايدك اخر مرة .. الله يخليك يا باشا .. دا انا غلباااان .. " ولا ادري ساعتها هل اخرج حيا ، ام قد اصبح رمزا من رموز المناضلة على الفيس ؟؟

ظل عبد الرحمن بعدها يقنعني  ( ان "انتو" دايما اللي بتقولوه غلط ) ، لا شي يستفزني اكثر من استخدام لفظ " انتو " في الحديث معي .. لا ادري من الذين يقصدونه بـ " انتو " وهما فين اللي معايا دول .. ولية انا مش بشوفهم .. مش نتقابل برده علشان نتبادل الاراء والحوارات والفانيلات .. !! ويقول لي انه يقصد  بـ" انتو " اللي بنكره مصر .. او بمعنى ادق اللي شايفنها سواد على طول زي لون مية النيل بالزبط .. !!
 
لكن مين قال كدة ؟؟ من قال ان مصر كلها سواد .. وكلها سلبيات .. وكلها مساوئ .. ومن قال ان الموت ارحم من العيشة في مصر .. ؟؟ اذا كنت ممن يدعمون هذه النظرية فلابد انك من قراء الدستور والشروق وتلك الصفحات والمواقع التي توحي لك بان " خلاص .. مفيش امل يا ابني في الحياة .. خدلك دش واشرب اللبن واغسل رجليك ونام .. وبكرة الصبح فكرلك في فكساية علشان تصلح حال البلد .. ؟؟ مصر كلها حاطه املها عليك يا حنفي " !!

تلك الصحف والبرامج التي تمتلئ صفحات "حوادث" فيها بالعديد من جرائم القتل والتمثيل بالجثث .. ولكن اذا حصل هذا بين اثنين من ديانة مختلفة احالوا القضية الى قضية راي عام .. وهيصة و دوشة .. وكل هذا بغرض مجهول من اعلام دنئ اصبحت الثقة فيه معدومة قراءةً ومشاهدةً ..



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الخير في وفي امتى الي يوم القيامة ) او كما قال ( صلى الله عليه وسلم ) .. ان لم يوجد الخير فعلياً او لم نحس به في حالنا ، لكن وجب علينا ان نحس به في أشياء اخرى كثيرة .. انظر الى النعم التى تتجاهلها قبل ان تفكر في نقض كل شئ .. بلدنا لا زالت بخير ولو نوعا ما  .. هناك تطورات في اشياء عديدة في جوانب كثيرة جدا قد تعودت انت عليها ولم تحس بها ، مثلا .. المنيا بها احلى كورنيش يطل على النيل في مصر .. والاهتمام به فائق وتطويره جميل جدا .. اسيوط شكلها الخارجي مع الاضواء الساعطة يبهرك ، والشوارع بها قمة في الروعة والتنظيم ، سوهاج بها ثالث افخم مطار على مستوى الجمهورية .. انا لا انكر ان معظم تلك الاشياء  تتاخر جدا عن مواعيد تسليمها والنصب شغال في كل مكان وفي كل عملية تطوير .. لكن انظر ولو لفترة للجانب المضئ .. ( حتى علشان صحتك وعلشان تطمن على صحة ولادك ) .. لا ترى العالم اسودا .. فمن قال لك ان لون مياه النيل اسود ؟؟

انظر الى الطيبة اللي لا زالت في بعض الناس ، مثلا الدكتورة (بثينة) دكتورة البايو في الكلية .. تلقائيتها وطيبتها قلما تجدها الان .. شرحها غاية في الاخلاص .. تقول لك افعل ما تريد في المحاضرة " اكل ... شاي .. ساندوتشات .. مش مهم تسأذن وانت داخل .. اهم حاجة تركز معايا .. لو تعبت في المحاضرة روح ومترهقش نفسك يا ابني .. واللي بقوله هو اللي مطلوب بس " .. تذكرني بجدتي مع ان الله توافها وانا عندي 6 سنين .. لكن هي نفس ذات الروح الطيبة الهادئة العفوية جدا .. نعم عفوية .. فذات مرة قابلتي اما مدخل الكلية فقالت لي .. ( انت يا واد خد .. خد يا واد .. انتا اولي اسنان ) ( اه يا دكتورة ) ( طيب بقولك المحاضرة في معادها الساعة 1 ) طبعا دي كانت اول مرة اشوف الدكتورة ومعرفش بتدي اية .. لاني غبت في المحاضرة اللي قبلها بسبب التعب .. فرديت عليها ( محاضرة اية يا دوكتووورة ) قالتي ( محاضرة اية .. ؟؟ محاضرة بايو .. اه تلاقيك ما بتحضرش يا معفن .. !!) انا بلمت طبعا ، ووشي قلب صينية بطاطس بالصلصلة زي العسل ، وكملت الدكتورة كلامها ( بلغ باقي صحابك .. خلاص ) بصراحة لا اخفيكم سرا اني كنت فرحااان جدا .. ولاول مرة اتشتم وافرح .. لا ادري لماذا فرحت فعلا .. لكنني ضحكت ساعتها ضحكا على هذا الموقف الذي لا ينسى .

ان مثل الدكتورة بثية والاستاذة امل والحاجة عواطف التي تاتي لبيتنا دائما .. وامثال عم السيد البقال وعم عبد اللاه صاحب المصنع على اخر شارعنا وامثال اصحابي الطيبين في كليتنا وناس كتير .. هم الذين يبقون فيك الامل والحب وشوية الحاجات التانية دي عن مصر .. بلدنا الافضل باهلها قبل أي شئ وبعدها تحدث عن ما شئت .. فخواص المصريين لن تجدها في أي " شخص " اخر ينتمي الى دولة اخري ..

انا لن ادعوك هنا الى ان " تأفور " في الحوار وتهيم عشقا في مصر .. فلا داعي لذلك حاليا لانه منتخبنا مستواه في النازل .. وربنا يشفيك يا تريكة ، انا لا اذكر اني هتفت باسم مصر الا عندما فزنا في كاس الامم .. وكان هذا ناتج طبيعي لكمية الاغاني التي انتجت عن مصر في تلك الفترة .. وتلك الاغاني الوطنية التي توازي في عددها الاغاني المنتجة ايام النكسة والحرب والثورة متجمعة .. !! ولا ادعوك ايضا ان تقنع نفسك اننا دولة عظمى واننا نعيش حالة من الرفاهية " ملهاش حل " واننا " متدلعين على الاخر " .. مع العلم انه قد اوافقك على اننا متدلعين حبتين  .

اذا كنت ممن يرون ان مصر دولة عظمى فعلا فانت من قراء الجمهورية او الاهرام او تلك المواقع الرسمية التي تعطيك احساسا بان المنيا لا تقل تقدما عن كاليفورنيا واسيوط لا تقل تقدما عن لندن وسوهاج لا تقل تقدما عن " ستوكهولمبرج " !! اذا كنت تظن ذلك فعلا فاني اشفقك عليك .. لابد انك اسرفت في مشاهدة اعلانات الحزب الوطني الاخيرة .. ( يا عيني صعبان عليا بجد .. ) .

استفزني مقال في اليوم السابع يخاطب فيه الشباب " السيس " – هكذا بالنص - بتوع مواليد " التسعينات " على انهم دائما ينقضون وينكرون وهم لا يعملون شئيا وانه احنا لازم نعيش عيشة اجدادنا ونبطل اللي بنعمله .. طب انا جدي كان بيتبطخله الاكل على الوابور .. وكان مرتبه في الشهر 5 جنيه وكان كيلو اللحمة ايامهم بـكام قرش .. وكان متجوز اتنين .. ؟؟ يعني انت عايزيني اتجوز اتنين .. !! ينفع برده اتجوز اتنين في عصر التكنولوبيا اللي احنا فيه دا ؟؟

وبيقول انه ايامهم كان الشارع كله في تليفون واحد اللي هو في بيتهم ، وعربية واحدة اللي هيا بتاعة ابوه ، ومحل واحد على اخر الشارع ودا اللي شغال في اخوه .. تقولش الشارع كله كان بتاعهم ولا اية ، وكان الناس بتتصل من عندهم وبتشتري من المحل الواحد بتاعهم .. لكن دلوقتي ( دا على حسب كلامه ) الكل معاه موبايلات والاغلب معاه عربيات وكل خطوتين هتلاقوا محل .. والحالة اشطة والدنيا فرحانة .

 اظن انه الاخ عايزنا نعيش زي ما احنا عايشين من 60 سنة ، بنتكلم في تليفون واحد ونشتري من محل واحد وعلامات اغرب هي تعبير عن قمة في التخلف .. ؟؟ بينما اغلب دول العالم بتتصارع علشان تنمي نفسها .. سواء غير عرب ( مثل الهند وماليزيا وكوريا ) او عرب مثل الامارات التي تعيش حالة " مراهقة حضارية " فكل هدفهم هو على غرار ( بناء اطول مبنى في العالم .. بناء اعظم جزيرة صناعية في التاريخ .. صنع اكبر علم دولة في العالم .. الخ ) كل ما يريدونه هو الاول دائما .. بعد كل هذا تريد منا ان نرضى بالتلفلفون الواحد والفيات 128 بتاعة الحاج الوالد !! الحمد لله ان الله وهبني عقلا لافكر به ..

الان عرفت لماذا طلبت مني الاستاذة امل الفيلم بهدوء ولم تشدد علي في طلبها .. فحين سالتها " بس انا احتمال مقدرش اعمله " قالتي " مش مشكلة في ناس تانية متقدمين معاك لو مقدرتش هاخد افلامهم " .. الان عرفت !! ان لم اقبل انا بان ( انخع ) كما يقول عبد الرحمن فدائما يوجد الف غيري من يؤدي هذا الدور وباحترافية عني .. الحمد لله على كل حال .. اللهم استعملني في الخير .. ولا تستبدلني .. امين .. قولوا امين .. (^-^)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق