زي ما هتدخل زي ما هتطلع ..
لو مش فاضي شوف حاجة افيد تقراها
------------------------------------------
Powered By Blogger

الأحد، 31 أغسطس 2014

القصص التي لا تنتهي ..

بوست عجبني .. نقلته .. 
مهم جدا اقراه كل شوية وابص عليه .. 
هيفيد .. :) 
------------------
كان بقالي فترة عاوز أعرف حكايته إيه..
السوّاق الوحيد في موقف الميكروباصات اللي مش بيزعق، بدون داعي كعادتهم، ولا بيستخدم أسلوب "التطجين" المعتاد في الكلام، ولا بينادي على عربيته بالطريقة إياها، لما يكون عليه الدور.. بيكتفي إنه يقف جنبها، واللي يسأله "رايح منشية؟"، يشاورله على العربية، وخلاص.
دايما بأشوفه لابس كاب أبيض في أزرق على راسه، وتيشيرت مخطط، وبنطلون قماش بني.. ومبيتكلمش إلا في أضيق الحدود مع كل الناس، الركاب والسواقين.. طريقة كلامه عادية تماما، مهذبة، لا تنتمي للعالم بتاعه أبدا..
يوم ارتفاع أسعار الوقود، كنت راكب معاه وأنا راجع من الشغل.. حصلت خناقة كبيرة يومها بينه وبين راجل عجوز كان راكب معاه، ومش راضي يدفع بالأجرة الجديدة.. يومها سمعته بيقول وسط انفعاله: ده مش حق مكتسب ليك يا أستاذ..
الجملة خرمت ودني! مين سواق الميكروباص اللي ممكن يقول تعبير لغوي معقد زي ده، وينطقه بالفصاحة دي من غير لجلجة؟!
ومن يومها حطيت في دماغي إني لازم أعرف حكايته إيه..
النهاردة لما روحت الموقف الصبح، كان الدور على عربيته، لحسن حظي.. حجزت الكرسي اللي جنبه لوحدي، وقعدت مستنيه يتحرك، على أمل إن الفرصة تديني مساحة أفتح معاه أي كلام، وأعرف حكايته إيه بالظبط.
أول ما اتحركنا، شغَّل "الليلة يا سمرا" بصوت أحمد منيب، ووطى الصوت خالص، بحيث إن اللي قاعدين قدام يا دوب هما اللي يبقوا سامعين الصوت، من السماعات الأمامية اللي بيني وبينه..
ابتديت أتكلم معاه عن منيب، ومزيكته، وعن إنه أحسن واحد لحن لفؤاد حداد.. والحمد لله، ابتدا يتكلم معايا، ولقيته متفاعل ومرحب بالكلام.. وفي وسط الكلام قلتله: بس مش غريبة إن سواق مشروع "ده الاسم الاسكندراني للميكروباص" يبقى بيسمع أحمد منيب!
ومن هنا بقى بدأ يحكيلي باستفاضة، بنبرات بتحاول تبقى ثابته وعادية، إنه في الأصل مش سواق ميكروباص.. هو مهندس مدني، أو بالأصح هو ساقط رابعة هندسة مدني.. سقط 3 سنين ورا بعض؛ بسبب إن دكتور في الكلية حلف بالطلاق إنه مش هيسيبه يتخرج منها، ولا هيخليه ياخد شهادة هندسة من أي جامعة حكومية في مصر، بعد ما اتخانق معاه في مرة.
"فضلت 3 سنين على الحال ده.. أذاكر وأمتحن، وألاقي نفسي ساقط في الآخر، وشايل السنة.. والدكتور يبعتلي راسةل مع ناس تبعه في آخر كل سنة إني مهما عملت مش هنجح، وإنه احسنلي أشوفلي شغلانة تانية.. وفعلا، في بداية ترم السنة الرابعة، أبويا مات، وكان لازم أنزل أشتغل؛ عشان أصرف على بيتنا وأخواتي وأمي.. وأديني أهو بقيت سواق ميكروباص، وبقالي 5 سنين في الشغلانة دي، لغاية ما نسيت أنا أصلا إيه، أو كنت مفروض أكون إيه."
قبل ما أنزل، سألته إذا كان عنده فيس بوك ولا لأ.. قالي وهو بيضحك: عندي طبعاً.. بس مظنش إنه هيبقى كويس إنك تضيفني أو نتواصل أكتر من كده.. أنا سوّاق ميكروباص.. خلي كل واحد في المربع بتاعه، وإلا تحصل لخبطة كبيرة، والبلد مش ناقصة!
--------------------------------------

بس خلاص !! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق