زي ما هتدخل زي ما هتطلع ..
لو مش فاضي شوف حاجة افيد تقراها
------------------------------------------
Powered By Blogger

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

الاصل !!



تبدأ صلاتك دائما بـ "الحمد لله رب العالمين" وتنتهي بالصلاة على اشرف الخلق الذي ارسل رحمة للـ "العالمين" .. في الرابط عجيب عند التشهد الثاني بين ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام وبين خاتم النبين محمد صلى الله عليه وسلم تتجلى رسالة واضحة جدا .. "في العالمين انك حميد مجيد" .

لا اعتقد ان رسالة التوحيد وهدفها منذ ان خلق الله الخلق الى قيام الساعة كانت محدودة بـ "طريقة معينة" او "مكان محدد" او اشخاص محددين .. فسيدنا نوح عليه السلام (وه الوحيد الذي ذُكر كم مكث في قومه) لبث فيهم "الف سنة الا خمسين عاما" !! حاول معهم سيدنا نوح بكل السبل .. فأبوا الا التكبر والعند .. حتى ناجى ربه قائلا "رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا" .. "لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يصنعون" .

توالت الرسل والانبياء وتكرر ذكرهم في القرآن وذكر قصصهم مع قومهم .. واختلفت في كل مرة البراهين والايات .. وكان في اغلب الاحيان الرفض احد .. والعند والكبر واحد .. والعذاب واحد لو اختلفت اشكاله .. فتارة يرسل الله لهم ناقة .. وتارة ينزل الله عليهم مائدة وتارة يحيهم بعدما آماتهم اويشق البحر امام اعينهم وينجيهم .. وكانت النتيجة ان أغلبهم هلكوا بعذاب .. او غضب الله عليهم .. او ضلوا .. "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" .

ثم جاءت رسالة الاسلام الجامعة .. الكاملة .. المحتوية على كل ما سبقها .. والمتممة له .. الباقية الى قيام الساعة كنموذج مثالي لاعمار الارض .. جاءت لتضرب لنا اروع الامثلة واصدق الايات وترشدنا الى الطرق المثلى للصعود بالامة .. فجاءت لتكشف لنا نوعا مهما من البشر .. "ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين" !! لابد وانهم كانوا من نوعية قوم سيدنا نوح .. وممن بعدهم ممن جاء ذكر قصصهم .. حيث الرفض التام حتى ولو نسفت البراهين والايات كل شكوكهم "فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون" ومع ذلك تكبروا وعاندوا !!

رسالة  الاسلام الجامعة التي مكث رسول الله يدعوا اليها في مكة لثلاثة عشر عاما حتى هاجر منه وعدد المسلمين لم يتعدوا (على اقصى التقديرات) المئة مسلم !! رسالة الاسلام التي كررت ونبهت على ان ارض الله واسعة .. و"سيروا في الارض" .. فكان بحث رسول عن مدينة اخرى يبث منها تعاليم الاسلام بـ "حرية" و "كرامة" تسمح لايصال الرسالة الى اقطار الارض .. فكانت طيبة !!  رسالة الاسلام التي لم تقف قط على بلد بعينه لا شخص بعينه "وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل" فاستمرت وستستمر !!

يذهلني بشدة هاذين الشقين المنفصلين في دماغ ذلك الشخص الطيب الخلوق (او الذي احسبه كذلك) فاخلاقه وطيبته في شق ما في دماغه والشق الاخر يؤيد القتل او لا يرى حرجا فيه !! كيف اجتمعتا ؟! للعلم الم تلحظ ذلك ايضا في دعم اغلب سكان اوروبا او الغرب عامة للدولة الصهيونية واعتراضهم على ارهاب المجاهدين الفلسطنين المدافعين عن حقهم وارضهم ؟! حسنا تلك النوعية منتشرة وبشدة في كل مكان تقريبا .. والسبب .. شئ واحد .. "تشويه المعلومات والتاريخ" او تشويه الوعي .. كتابي "عباقرة الغرب لماذا انصفوا الاسلام" للطيب اديب و "من اوروبا المحطة" للدكتور دسوقي احمد ، يعطيانك تفسيرا كافيا لذلك .. العديد من سكان اوروبا يرون في الاسلام دينا متطرفا بل ان احدهم في مكان ما كان يظن ان المسلمين يصنعون صنما من الذهب يدعى محمد ويعظمونه !! اضف الى العديد من الافلام التي تصور لهم ذلك اليهودي المسكين المضطهد إبان الحرب العالمية الثانية .. المتصارع على كسرة خبز والذي يبحث عن حقه في الدولة والآمان !! العديد من التفجيرات الملحقة بالاسلام الارهابي على مدى سنين في امريكا وغيرها .. حسنا اكتملت الصورة .. "اسرائيل تحارب الارهاب" .. اوليست تحارب المسلمين الذين يريدون سلب حق الاسرائيلين في الحياة .. هل تجرئ على الاعتراض على محاربة الارهاب ؟!

ان غالبية الاشخاص الذي يصدقون تلك الخرافات هم بالقطع ليسوا ممن ذكرتهم في بداية المقال .. ممن يعرفون الحق وينكرونه .. ممن يتكبروا ويعاندوا بغير وجه حق .. بل بالعكس .. انهم ممن جاءت رسالة الاسلام لتهديهم .. لتدلهم على الطريق .. لتوعيهم .. لم نكن لنقدم ارواحنا "هباء" فداء للوطن .. فهو تراب .. وارض .. يرثها الله ويورثها لمن يشاء .. ولا فداء للحرية ولا الكرامة .. فتلك وسائل وليست غايات !! ان تحديد الهدف هو أهم ما نحتاجه في ايامنا هذه .. انما خلقنا لنكون مسلمين .. نعمر الارض .. وننشر الاسلام في شتى بقاعها .. لان فيه نظاما اهتم بكامل التفاصيل .. مع فسحة كبيرة لمؤامة رسالة الاسلام لكل زمان ومكان .. نظاما اجتماعيا واقصاديا وسياسيا اعلن واثبت انه كامل لا عيب في "اليوم اتممت لكم دينكم" ..

ان علينا التصريح باننا في مصر امام مجتمع يقف فهمه للاسلام عقبة بيننا وبين حقيقة المعركة .. فكل فرد في المجتمع متيقن انه متدين بطبعه  "وزي الفل" وطالما ظل محافظا على صلاته وسبحته يلهو بها فهو قد آدى كل ما عليه تجاه دينه .. وانتهى الأمر !! ان جذور هذه المشكلة يعود لما يقرب من مائتي عام .. يوم طمست هويتنا الحقيقة واستبدلت بالهوية القومية الوطنية العربية وغيرها .. يوم همش الدين ودوره وتزينت عادات غربية دخيله تحت اسم التحرير حتى اصبح رمزا لاكبر ميدان في مصر لانه تم فيه انتهاك احد اهم خصائص المرأة المسلمة وهو الحجاب !!
اعتقد ايضا اننا طالما عرفنا اصل المشكلة وهي الوعي فعلينا ان نفكر كثيرا في طريقة ادارة المعركة .. فليس الحل مقصورا على حل واحد وهو "استجلاب الحرية اللازمة لنشر الوعي" .. واذا كانت السبيل الوحيدة هي استجلاب الحرية فاننا نسير في طريق خاطئ .. حيث لا جديد يقدم على ارض الواقع .. ولا تجديد .. فانا علي يقين تام ان ما حصل في 25 يناير كان مدعوم وبشدة من العصابة التي تحكم مصر الان .. فإمكانية تكرار ذلك ضعيف جدا .. الا ان يشاء الله شيئا .. اما انا فأعتقادي الشخصي ان الغاية الآن هي الاهم من الوسيلة .. الاسلام وخدمته ونشر رسالته لا يجوز حصرها في مصر .. ان عقبة الوعي والاعلام هي اهم مشكلة تواجه الاسلام في مشارق الارض ومغاربها بما فيها مصر .. واننا اذ ندرك ان هدفنا هو "العالمين" فان فكرة جديدة قد تتبلور في افكارنا يكون فيها خدمة للاسلام ولرسالته .. ان مواجه اصحاب العند والتكبر لم يفلح عادة رغم وجود الادلة والبراهين الايات من عند الله .. وخصوصا اذا كانوا في موضع قوة "ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل" .. فلهذا شرع الله مع امثال هؤلاء الجهاد .. ومن هنا جاءت عظمة الفتوحات الاسلامية ..

وحيث اننا في وضع يستحيل علينا الجهاد فيه .. وجهاد الكلمة هو ما نملكه فحسب .. فان علينا نغير الكثير من المفاهيم عند اولائك المتحمسين للحرية والديموقراطية والعيش .. وعند اولائك الرافعين لشعار القصاص للشهداء .. علينا نأسس ونصدع بحقيقة المعركة واصلها .. وانها باقية ما بقيت الدنيا .. وانها لم تكن قط لتنتهي في موقعة فاصلة الا تلك التي في آخر الزمان .. ان مبادئ الحرية وغيرها هي من اصول النظام الاسلامي الحنيف .. وان الشهداء قد ارتقوا الى الله عز وجل وهم يجاهدون في سبيله .. جهاد كلمة حق عند سلطان جائر .. فلا يكن هدفك هو القصاص لهم .. فهذا يأتي حتما حينما تنصر قضيتهم التي ضحوا بارواحهم من اجلها .. حياتنا كله في سبيل الله .. وصلاتنا ونسكنا ومحيانا ومماتنا في سبيله .. وان وطننا هو الاسلام اينما كان .. وغايتنا هو نشره واعمار الارض .. وان معركتنا الاساسية معركة وعي على مستوى العالم كله تدار من أي بقعة فيه .. وانها ليست بمعركة المدى القصير وليست تنتهي بتنحي هذا او القصاص من ذاك .. وان بداية وضع خطانا على الطريق الصحيح هو توعية كل من في صفوفنا اولا بحقيقة الهدف والغاية والمعركة "فاصدع بما تؤمر" .. فلهذه الغاية تفنى الانفس .. وتُقدم الارواح .. وان اكبر خطر علينا هو تطويق الاختيارات وقصر الاحتمالات والوسائل .. حتى اذا ما فشل احداها انكسر جزء كبير ممن هم في صفوفنا .. ان الفكرة لا تنكسر .. والايمان بفكرة الاسلام والاعتقاد به هو اكبر سد منيع امام كل المحن .. وان اكبر خطأ ارتكبناه نرتكبه هو عدم التجديد ومراجعة الاساليب والاعتراف الاخطاء والتصحيح الفوري لها ..

لهذا كان عمر الفاروق رضي الله عنه عبقريا لانه أدرك معنى "نحن قوم اعزنا الله بالاسلام .. فإن ابتغينا العزة في غيره .. اذلنا الله" فكان منه ان أقر التقويم الهجري فهو يدرك حتما نوعية التغيير الذي احثته الهجرة في نشر رسالة الاسلام وتقويتها ..وعدم تقييدها بمكان ما حتى لو كانت احب البقاع الى قلب رسول الله اطهر بقعة في الارض وهي مكة ؟! هل تحدثك نفسك ان مصر التي ذكرت في القران و .. و .. هي اغلى من مكة ؟! كلها ارض الله .. اما الاسلام فهو الاساس ..

حين كان الصحابة يبنون اول مسجد في المدينة كانوا يقولون "لا عيش إلا عيش الآخره  اللهم ارحم الأنصار والمهاجره" .. عيش الاخرة .. رحم الله جيلا عرفوا سمو رسالة الاسلام وأسسوا نظاما اسلاميا لم يشهد له مثيل .. وقدموا ارواحهم فداء له .. للاسلام .. لله .. "ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة" .. صدق الله .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق